أكاديمية الأمن السيبراني تخرج 5000 متدرب في 14 محافظة مصرية

تكنولوجيا

استمع الي المقالة
0:00

في خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي الرقمي ومواجهة التهديدات الإلكترونية، أعلنت أكاديمية الأمن السيبراني التابعة للمعهد القومي للاتصالات في مصر عن تخريج أكثر من 5016 متدربًا من مختلف الفئات العمرية، ضمن الدفعة الثانية من برنامجها التدريبي، الذي نُفذ في 14 محافظة من خلال مراكز “إبداع مصر الرقمية – كريتيفا”.

البرنامج التدريبي استهدف النشء والشباب، وركّز على بناء قدراتهم في مجالات الأمن السيبراني، حماية البيانات، التعرف على الهجمات الإلكترونية، وكيفية التصدي لها. ويأتي ذلك في ظل تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في الحياة اليومية، وارتفاع معدلات الجرائم الرقمية، من اختراقات وابتزاز إلكتروني وتسريب بيانات.

الدكتورة ماريان عازر، عضو المجلس القومي للمرأة ومقرر لجنة البحث العلمي والتكنولوجيا والأمن السيبراني، أكدت أن البرنامج يُعد جزءًا من خطة وطنية لتمكين الشباب رقميًا، وتعزيز ثقافة الأمان الإلكتروني في المجتمع المصري. وأضافت أن الأكاديمية تسعى إلى دمج الأمن السيبراني في التعليم المدرسي والجامعي، ليصبح جزءًا من الثقافة العامة.

البرنامج نُفذ بالتعاون مع المركز الوطني للاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات (EG-CERT)، التابع للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وبالشراكة مع شركات عالمية مثل Google Cloud Security وPalo Alto Networks، مما أتاح للمتدربين الاطلاع على أحدث التقنيات والمنصات المستخدمة عالميًا في حماية الفضاء الرقمي.

المتدربون خضعوا لاختبارات عملية ونظرية، شملت محاكاة لهجمات إلكترونية، تحليل الثغرات، واستخدام أدوات الحماية مثل الجدران النارية، التشفير، والتحقق الثنائي. كما تم تنظيم ورش عمل تفاعلية، شارك فيها خبراء دوليون، ناقشوا أحدث اتجاهات الأمن السيبراني، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في رصد الأنشطة المشبوهة.

البرنامج شمل محافظات متنوعة مثل القاهرة، الإسكندرية، أسيوط، المنوفية، الشرقية، والدقهلية، مما يعكس حرص الأكاديمية على الوصول إلى مختلف المناطق الجغرافية، وعدم اقتصار التدريب على العاصمة فقط. كما تم تخصيص برامج خاصة للفتيات، بهدف تعزيز مشاركتهن في قطاع التكنولوجيا، الذي لا يزال يعاني من فجوة نوعية.

الخبراء في الأمن السيبراني أشادوا بالمبادرة، واعتبروها نموذجًا يُحتذى به في المنطقة العربية، خصوصًا في ظل ضعف الوعي الرقمي لدى فئات واسعة من المجتمع. وأكدوا أن بناء جيل واعٍ بالأمن السيبراني هو خط الدفاع الأول ضد الجرائم الإلكترونية، التي باتت تستهدف الأفراد والمؤسسات على حد سواء.

في النهاية، أكاديمية الأمن السيبراني تُثبت أن الاستثمار في التعليم الرقمي ليس رفاهية، بل ضرورة وطنية، وأن حماية الفضاء الإلكتروني تبدأ من التوعية، التدريب، والتمكين، وليس فقط من خلال التقنيات.