ضوابط وشروط حكم إقتناء الكلاب والتعامل معها في الإسلام

إسلاميات

استمع الي المقالة
0:00

ضوابط وشروط حكم إقتناء الكلاب والتعامل معها في الإسلام

تثير مسألة إقتناء الكلاب والتعامل معها في المجتمعات الإسلامية الكثير من التساؤلات، وتتعدد حولها الآراء بناءً على فهم النصوص الشرعية.

ولتوضيح هذا الأمر، لا بد من الإشارة إلى أن الإسلام لا يمنع إقتناء الكلاب بشكل مطلق، ولكنه يضع ضوابط وشروطًا دقيقة تحكم هذا الأمر، مراعاةً للمصلحة العامة والخاصة.

ضوابط وشروط حكم إقتناء الكلاب : بين الجواز والمنع

يمكن القول إن حكم إقتناء الكلاب في الإسلام ينقسم إلى شقين أساسيين : الجواز للمنفعة والمنع لغيرها. فالإسلام أحل إقتناء الكلب إذا كان الغرض منه مشروعًا ومنطقيًا، مثل

  • كلب الحراسة : لحراسة المنازل، المزارع، والممتلكات.
  • كلب الصيد : لتعليمها الصيد وإستخدامها فيه، وهو أمر أجازه الله ورسوله.
  • كلب الماشية : لحماية القطعان والمساعدة في رعيها.

أما إقتناؤها لغير هذه الأغراض المشروعة، مثل التفاخر أو المباهاة أو لمجرد التسلية والترفيه، فهو أمر مكروه وقد يصل إلى درجة التحريم عند بعض الفقهاء

لأن ذلك يتعارض مع ما جاء في أحاديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) التي تنهى عن إقتناء الكلاب لغير حاجة، وتدل على أن ذلك ينقص من أجر صاحبه.

التعامل مع الكلاب : الطهارة والنظافة

تتصل مسألة إقتناء الكلاب بالتعامل معها، وخاصة من ناحية الطهارة.

فمن الثابت في السنة النبوية أن لعاب الكلب نجس، وإذا لامس شيئًا أو وعاءً، فإنه يجب تطهيره سبع مرات، إحداها بالتراب

هذا الحكم يفرض على المسلم توخي الحذر عند التعامل مع الكلب، مع التأكيد على أن ملمس جسم الكلب الجاف ليس بنجس، والنجاسة تكمن في لعابه ورطوبته.

لذلك، يجب على من يقتني كلبًا أن يحرص على:

  1. عدم دخوله الأماكن المخصصة للعبادة، كالمساجد.
  2. تنظيف الأوعية والأماكن التي قد يلامسها لعابه بالطريقة الشرعية.
  3. الحفاظ على النظافة الشخصية والبيئية قدر الإمكان.

الرحمة والإحسان : جوهر العلاقة

1- على الرغم من هذه الضوابط، فإن الإسلام يشدد على أهمية الرحمة والإحسان إلى الحيوان، بما في ذلك الكلاب.

وهذا يظهر في العديد من الأحاديث النبوية، ومن أشهرها قصة الرجل الذي سقى كلبًا كان يلهث من العطش، فغفر الله له بفضل هذا الفعل.

هذه القصة تؤكد أن الإساءة للحيوان أو تعذيبه أمر محرم، وأن الإحسان إليه فيه أجر عظيم.

إن هذه الرحمة تقتضي من صاحب الكلب توفير الطعام والماء والمأوى المناسب له، وعدم إيذائه بأي شكل من الأشكال. فالإحسان إلى الحيوان هو جزء لا يتجزأ من أخلاق المسلم.

الخلاصة

في الختام، يمكن القول إن الإسلام ينظر إلى إقتناء الكلاب من منظور عملي ونفعي.

فهو يجيزها للحاجة المشروعة ويضع لها ضوابط دقيقة تتعلق بالطهارة، وفي الوقت نفسه يحث على التعامل معها برحمة وإحسان.

هذه النظرة المتوازنة تجمع بين المنفعة الإنسانية والمبادئ الأخلاقية، وتوضح أن التشريعات الإسلامية مبنية على تحقيق المصالح ودرء المفاسد.