بعد أكثر من زلزال وثوران بركان إتنا : هل تستخفون بتحذيرات الزلازل والتسونامي؟
شهدت الأيام القليلة الماضية حدثًا جيولوجيًا لافتًا ومقلقًا، تمثل في ثوران مفاجئ لبركان إتنا الواقع في جزيرة صقلية بجنوب إيطاليا.
يأتي هذا الثوران ليثير تساؤلات جدية حول مدى إستعدادنا للتعامل مع التغيرات الجيولوجية المتسارعة، ويجدد الجدل حول التحذيرات التي قد تبدو للبعض مجرد “هري” أو “تخويف”.
تفاصيل الثوران ومخاطره
وقع الثوران دون سابق إنذار، حيث قذف البركان الرماد إلى إرتفاع 6400 متر، وهو ما يتجاوز إرتفاع جبل سانت كاترين بمرتين.
تبع ذلك سحب كثيفة من الدخان غطت سماء صقلية، مما أدى إلى تعطيل مطار الجزيرة بالكامل وإلغاء وتأجيل العديد من الرحلات الجوية.
هذه الفوضى تسببت في حالة من الذعر بين السياح، الذين أصبحوا محتجزين داخل الجزيرة في ظل هذه الظروف غير المتوقعة.
هل نحن في مرمى الخطر؟
قد يتساءل البعض عن العلاقة بين هذا الحدث الجيولوجي وبين مصر.
يقع جبل إتنا في جزيرة صقلية، قبالة الساحل الليبي، وعلى بعد حوالي 1000 كيلومتر من الساحل المصري.
هذه المسافة، التي تعادل المسافة بين القاهرة وأسوان، أو شرم الشيخ، تجعلنا في نطاق التأثر بأي تغيرات جيولوجية قوية تحدث هناك.
بالنظر إلى ذلك، فإن أي زلازل أو براكين كبيرة في هذه المنطقة قد يكون لها تأثير مباشر أو غير مباشر على السواحل المصرية، خاصة في مطروح والإسكندرية.
يصبح هذا القلق أكبر إذا ما حدث تسونامي ناتج عن إنهيار أرضي أو نشاط بركاني مفاجئ في قاع البحر.
توقيت الثوران يثير علامات إستفهام
بركان إتنا ليس جديدًا بنشاطه، بل هو معروف بثوراناته المتكررة.
ومع ذلك، فإن التوقيت والقوة الهائلة لهذا الثوران بالذات هما ما يثيران القلق. هذا الحدث جاء بعد أيام قليلة من زلزالين قويين ضربا منطقة البحر المتوسط.
هذا التزامن يطرح سؤالًا جوهريًا : هل هناك رابط بين هذه الزلازل ونشاط البركان؟
الإجابة الأقرب للمنطق، ووفقًا لأساسيات علم الجيولوجيا، هي نعم، بنسبة كبيرة. فمن المعروف أن الزلازل الكبيرة يمكن أن تتسبب في تكسير القشرة الأرضية، مما يفتح ممرات للحمم البركانية لتشق طريقها إلى السطح.
تحذيرات سابقة وضرورة الوعي
عندما تحدثنا قبل أيام قليلة عن إحتمالية حدوث زلزال كبير أو تسونامي في البحر المتوسط قد يصل إلى الإسكندرية
قوبلت هذه التحذيرات بالإستخفاف، ووصفها البعض بـ “التخاريف”. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن الخطر لا يكون دائمًا مباشرًا أو لحظيًا.
من المهم أن نعرف أن أي تسونامي أو إضطراب كبير في البحر يحتاج إلى وقت قبل أن يصل إلى الشواطئ.
البحر المتوسط ليس بحيرة صغيرة، فحجمه ومساحته الشاسعة يسمحان بوصول التأثير إلينا بعد ساعات طويلة، وليس دقائق.
الخلاصة : لا داعي للذعر، ولكن للوعي!
لا داعي للخوف المفرط، ولكن يجب أن نتمتع بالوعي الكافي. بعد أكثر من زلزال ولكن لا تقلق، وفكر وإفهم وادرك أن هذا علم يجب أن يؤخذ في الحسبان.
كن دائمًا واعيًا بما يحدث حولك، ليس لتعيش في قلق دائم، ولكن لتكون مستعدًا وتعرف كيف تحمي نفسك عند اللزوم.