ولادة نادرة في الفيوم : “الطفل الشمعي” يرى النور في سنورس المركزي
في واقعة طبية أثارت إهتمام الأوساط الصحية المصرية، شهدت محافظة الفيوم ميلادًا إستثنائيًا لطفل مصاب بمتلازمة “الطفل الشمعي”.
هذا الحدث النادر يؤكد على الكفاءة المهنية للأطقم الطبية بالمستشفيات الحكومية، ويفتح باب الأمل أمام الحالات المشابهة.
تفاصيل عملية الولادة المعقدة
ولادة نادرة في الفيوم .. وصلت سيدة في العقد الثالث من عمرها، وهي في الأسبوع الثامن والثلاثين من الحمل، إلى مستشفى سنورس المركزي في حالة طارئة للغاية إثر إنفجار كيس الحمل.
كانت الأم ذات تاريخ سابق مع الولادة القيصرية، مما إستدعى تدخلاً جراحيًا عاجلاً لإنقاذ حياتها وحياة جنينها.
على الفور، قامت الدكتورة سماح عبد الغني، الطبيبة المقيمة بقسم النساء والتوليد، بتشخيص الحالة وتقرر إجراء عملية قيصرية طارئة.
وبناءً عليه، جرى التنسيق السريع مع الدكتور أحمد روبي، أخصائي التخدير ومدير العمليات، لتنفيذ الجراحة التي تكللت بالنجاح بفضل الله وجهود الفريق الطبي المتكامل.
حالة المولود وتحديات “الطفل الشمعي”
ولد الطفل في حالة “الطفل الشمعي” من الدرجة الوسطى. لحسن الحظ، إستقرت حالته العامة ومعدلات التنفس والنبض لديه طبيعية، مما بعث على الطمأنينة.
وعلى الفور، إتخذ قرار بمتابعة الحالة داخل المستشفى وعرض الطفل على أخصائي جلدية لتقييم الوضع ووصف العلاج اللازم.
وفي هذا الصدد، وجه الدكتور سامح العشماوي، وكيل وزارة الصحة المصرية بالفيوم، الشكر الجزيل للفريق الطبي الذي أجرى الجراحة، مثمنًا تفانيهم وجهودهم في إنقاذ حياة الأم والطفل.
كما أكد أن هذا النجاح يعكس المستوى المهني المتميز لمستشفيات الفيوم وقدرتها على التعامل مع الحالات الطارئة والنادرة.
فهم مرض السُماك الجلدي : “الطفل الشمعي”
من جانبه، أوضح الدكتور سامح حافظ، نائب مدير المستشفى، أن حالة “الطفل الشمعي” هي أحد مظاهر مرض السُماك الجلدي (Ichthyosis).
هذا المرض هو إضطراب وراثي نادر يؤثر على عملية تقرن الجلد، مما يؤدي إلى تكوّن طبقة قشرية تشبه الشمع على جسد المولود.
وأضاف الدكتور حافظ أن المرض ينتج عن خلل جيني، ومع ذلك، فإن هناك فرصة تصل إلى 10% لتعافي الطفل وعيشه حياة طبيعية بعد السيطرة على الإضطرابات المصاحبة. هذا يبعث على الأمل في إمكانية تحسن حالة الطفل المولود.
متابعة الحالة وتطلعات المستقبل
تجدر الإشارة إلى أن الأم قد غادرت المستشفى وهي بصحة جيدة، بينما تخضع المولودة للملاحظة الدقيقة في قسم الحضانات.
وفي تطور إيجابي، أفاد أخصائيو قسم المبتسرين بأن المؤشرات الحيوية للطفلة، من تنفس ونبض، طبيعية وحالتها العامة جيدة، مما يبعث على التفاؤل بشأن إستجابتها للعلاج والتعافي.
ختامًا، تمثل هذه الولادة النادرة قصة أمل وتحدٍ، تبرز كفاءة المنظومة الصحية المصرية في التعامل مع الحالات الحرجة والنادرة، وتؤكد على أهمية الرعاية الطبية المتخصصة لضمان أفضل فرص الحياة لهؤلاء الأطفال.