حقنة جديدة تنهي نوبات الربو الحادة بجرعتين فقط سنوياً
يواجه الملايين حول العالم تحديات يومية قاسية جراء الإصابة بمرض الربو الحاد الذي يحد من قدرتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
إلا أن العلماء قد أعلنوا مؤخرًا عن بارقة أمل جديدة تتمثل في إبتكار دواء متطور يمنح المرضى فرصة للتخلص من النوبات المتكررة والإعتماد المفرط على الأدوية التقليدية ذات الآثار الجانبية المرهقة.
تقنية “ديبيموكيماب” والتحول الجذري في العلاج
حقنة جديدة تنهي نوبات الربو وتستعد المنظومة الصحية البريطانية لطرح حقنة ثورية تحمل إسم “ديبيموكيماب” وهي علاج طويل المفعول يعطى مرتين فقط في العام الواحد.
وتعتمد فكرة هذا الدواء على إستخدام أجسام مضادة متطورة تعمل بشكل مباشر على تثبيط الإلتهاب داخل الرئتين مما يمنع حدوث النوبات من الأساس
بدلًا من مجرد علاج أعراضها بعد وقوعها. ومن المتوقع أن يحدث هذا الإبتكار تحولًا جذريًا في إستراتيجيات التعامل مع حالات الربو المستعصية التي لم تجد نفعًا معها العلاجات المعتادة.
نتائج مذهلة وتقليص بنسبة كبيرة لمعدلات الإستشفاء
علاوة على ما سبق فقد أظهرت التجارب السريرية نتائج مبهرة حيث إستطاعت هذه الحقنة خفض حالات دخول المستشفى بنسبة تصل إلى 72%.
وبناء على هذه المعطيات فإن الدواء الجديد يتميز بحد أدنى من الآثار الجانبية مقارنة بالعلاجات الحالية.
ومن ناحية أخرى يؤكد الخبراء أن هذا التطور سيساهم في إنقاذ آلاف الأرواح التي كانت مهددة بخطر النوبات الحادة والمفاجئة.
وداعًا للآثار الجانبية القاسية للستيرويدات
في سياق متصل أوضح البروفيسور إيان بافورد أستاذ طب الجهاز التنفسي بجامعة أكسفورد أن أهمية هذه الحقنة تكمن في قدرتها على إستهداف مسببات المرض بدقة متناهية.
ومن المعروف أن الأدوية التقليدية وخاصة الستيرويدات تسبب أضرارًا جسيمة للمرضى مثل زيادة الوزن وهشاشة العظام وإرتفاع سكر الدم بالإضافة إلى التغيرات النفسية والمزاجية.
وبناء عليه فإن الحقنة الجديدة توفر بديلًا آمنًا يخلص المريض من هذه التبعات الصحية المؤلمة.
الجدول الزمني للطرح والتوافر في الأسواق
أما فيما يخص التوافر التجاري فقد منحت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA) ترخيص التسويق لهذا العلاج الذي تنتجه إحدى كبريات شركات الأدوية البريطانية.
ومن المقرر أن يبدأ طرح الدواء للإستخدام الخاص في النصف الأول من عام 2026.
وبالإضافة إلى ذلك تعكف هيئة “نايس” حاليًا على دراسة إدراج هذا العلاج ضمن نظام الخدمات الصحية الوطنية لضمان وصوله إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين.
بارقة أمل لإستعادة الحياة الطبيعية
ختامًا تشير الأبحاث إلى أن نحو ثلث المرضى الذين خضعوا للتجارب قد حققوا شفاءً تامًا من أعراض الربو الحاد.
وهذا يعني أن هؤلاء الأشخاص الذين عانوا لسنوات من ضيق التنفس وفشل أجهزة الإستنشاق في مساعدتهم باتوا الآن على أعتاب حياة جديدة ملؤها الصحة والحيوية بعيدًا عن جدران المستشفيات وخطر الأزمات التنفسية.













