نصائح أم لمفتاح قلب المراهق : دليلك للحوار الفعّال مع المراهقين

مقالات

استمع الي المقالة
0:00

نصائح أم لمفتاح قلب المراهق : جسر التواصل مع المراهقين

مرحلة المراهقة هي فترة دقيقة وحاسمة في حياة الشباب، حيث تتأرجح شخصيتهم بين عتبة الطفولة والنضوج.

في هذه المرحلة، يلعب دور الآباء والأمهات المحوري في توجيه أبنائهم وبناتهم لتجاوزها بسلام، مع الحفاظ على علاقة قوية ومتينة.

يكمن مفتاح النجاح في الحوار الواعي والبنّاء، الذي يمكن أن يتحول إلى أداة سحرية لتعزيز الثقة وتعميق الروابط الأسرية.

قوة الكلمات : مفاتيح سحرية لقلب المراهق

إن الكلمات التي نختارها عند التحدث مع أبنائنا المراهقين ليست مجرد حروف، بل هي رسائل تحمل في طياتها الكثير من التقدير والإحترام.

بعض الجمل البسيطة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في طريقة إستقبال المراهق لما نقوله، وتجعله أكثر إنفتاحًا وتقبلاً. من هذه الجمل:

“أنا واثقة فيك (أو فيكي).”
“أنا عارفة إنك هاتتصرف صح.”
“أنا عارفة إنك بتقتنع لما بيكون فيه حوار بينا.”
“أنا حابة أسمع رأيك.”
“إنت شايف إن تصرفك ده صح؟”
“أنا شايفة إنك بتفكر تفكير عقلاني كتير.”
“أنا شايفة إن فكرك بيبدأ ينضج.”

تأثير هذه الكلمات يتعدى مجرد الإستماع؛ فهي تعمل كفعل السحر مع إبنك أو إبنتك المراهقة.

ماذا تفعل هذه الجمل الإيجابية؟

تطبيق هذه العبارات و نصائح أم لمفتاح قلب المراهق ليس مجرد نصيحة عابرة، بل هو إستراتيجية فعّالة ذات نتائج ملموسة

تعزيز وتقوية العلاقة : تساهم هذه الجمل في بناء جسور من الثقة والتفاهم المتبادل بينكم، مما يقوي الروابط الأسرية.

زيادة الثقة بالنفس : عندما يشعر المراهق أن والديه يثقان به وبقدرته على إتخاذ القرارات الصحيحة، تنمو لديه ثقته بنفسه .

تقوية الشخصية : هذه الكلمات لا تقتصر على تعزيز الثقة، بل تمكن المراهق من التفكير بطريقة صحيحة وعقلانية، مما يقوي شخصيته.

تقبل وجهة نظرك : عندما يشعر المراهق بالتقدير والإحترام، يصبح أكثر إستعدادًا للإستماع إلى وجهة نظرك وتقبلها.

إظهار التقدير والنضج : من خلال هذه الجمل، أنتِ تُظهرين لإبنك أنه إنسان عاقل وناضج، وليس فاشلاً أو قاصر التفكير، مما يعزز صورته الذاتية الإيجابية.

مفترق الطرق : بين الطفولة والنضوج

يمر المراهقون بمرحلة حرجة تتسم بالتغيرات الهرمونية والنفسية الكبيرة.

لذا، يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا متفهمين لتقلباتهم المزاجية وتصرفاتهم الطائشة أحيانًا.

الحوار المتفهم والإستماع الجيد، إلى جانب إعطاء بعض العذر لعصبيتهم، يجعلان الوالدين أكثر حكمة في التعامل معهم.

هذا التفهم يجنب حدوث أي شرخ أو فجوة في العلاقة، ويساعد المراهق على إجتياز هذه المرحلة الصعبة بسلاسة.

المحرمات ثلاث : تجنبيها في التعامل مع المراهق

هناك بعض السلوكيات التي يجب على الآباء والأمهات تجنبها تمامًا عند التعامل مع المراهقين، لأنها تترك آثارًا سلبية عميقة

المقارنة السلبية : مقارنة المراهق بالآخرين، بحجة التشجيع أو التحفيز، هو في الحقيقة تحقير وتدمير لشخصيته.

هذا السلوك يقلل من قيمته ويضعف من ثقته بنفسه.

الضرب : الضرب ليس وسيلة للتعامل مع أي كائن حي، وخصوصًا مع المراهق.

ضرب الأم لإبنها المراهق يجعله ينظر إليها كشخص يهين رجولته، ويؤدي إلى إنهيار الإحترام بينهما.

الإنتقاد الدائم أو أمام الآخرين : الإنتقاد المستمر أو أمام الآخرين يقلل من قيمة المراهق ويجعله يشعر بالإهانة.

الإنتقاد الدائم يفقد أي تأثير إيجابي ويتحول إلى مصدر إحباط.

وأخيرًا : تبادل الأدوار مفتاح التفاهم

للتعاطف الحقيقي مع المراهق، حاولي أن تتبادلي الأدوار معه.

تخيلي نفسك في مكانه، تواجهين التغيرات الهرمونية والنفسية التي يمر بها، وقسوة هذه المرحلة.

هذا التبادل سيجعلك تقدرين حجم عصبيته وتصرفاته، وستجدين نفسك أكثر تفهمًا وصبرًا.

حفظ الله أولادنا وبناتنا، وجعلهم قرة أعيننا.