هاني همام يكتب : هل تتغير ثقافة تمليك الشقق؟
أحد التجار في الخليج يعيش مع أسرته في فيلا مستأجرة تكلفه سنوياً نحو 100 ألف ريال، فسأله أحد الناس ذات مرة: لماذا تغرّم نفسك وترمي 100 ألف ريال في كل سنة في دفع الإيجار، وقد أعطاك الله من المال ما يمكّنك من شراء فيلا واثنين بكل سهولة؟! فأجاب: المليون الذي سأدفعه في شراء فيلا جديدة، إذا استثمرته في تجارتي فسيأتيني بـ 300 ألف ريال في السنة، فما المانع أن أنفق من هذه الـ 300 مائة ألف ثلثها للسكن، والباقي يكون زيادة على رأسمالي.
هذه النظرة للأسف تكاد تكون منعدمة تماماً في مصر، إذ لا يلجأ للإيجار، في الغالب، إلا المضطر، الذي لا يستطيع أن يشتري سكناً، حتى شاع عند بعض الناس أن الذي يستأجر سكناً هو في الغالب من الفقراء.
والمشاهد أن أي رجل عنده مال، أول ما يفكّر فيه هو أن يمتلك سكناً يعيش فيه مع أولاده، ولو كلفه ذلك أن يضيع رأسماله كله، بل ولو كلفه أن يعيش في مستوى مادي متدن.
وكثير من المغتربين المصريين حينما يسافرون للخارج لا يشغل بالهم إلا تجميع مالٍ ليشتري به شقة، دون أن يفكّر في مصدر دخل بعد امتلاك الشقة، وكأن مشاكل الحياة كلها ستنتهي بمجرد تملُّك شقة!
وفي آخر افتتاح للمشروعات القومية، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى تغيير ثقافة البناء في مصر، وحذر من استمرار ما سمّاه (شراء الوهم)، في إشارة إلى استثمار البعض في بناء وحدات إسكانية، قائلاً: (خايف يكون عندنا وهم).
وتابع الرئيس: (كل اللي معاه قرشين يبني بيهم عمارة ويسيبها. أنا خايف يكون عندنا وهم، وحبسنا فلوسنا على الفاضي).
وأضاف: (حطيت فلوسك وحبستها وصعب إنها تجيبلك ربح، لأن هناك حجم معروض وهناك طلب). وشدد الرئيس أن الدولة ستتوسع خلال الفترة القادمة في بناء وحدات سكنية متشطبة للإيجار.