نفسية أبنائك في يديك .. خطوات عملية لحماية الأبناء من الأمراض النفسية وبناء الثقة
يُعد بناء علاقة قوية وصحية مع الأبناء حجر الزاوية في وقايتهم من الأمراض النفسية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
يقدم كتاب “أسرار تربية الأبناء وبناء الثقة” برنامجًا عمليًا ومفصلًا يرتكز على مجموعة من الخطوات اليومية والأسبوعية التي تعزز التواصل الإيجابي والمشاعر الدافئة في الأسرة.
إليك ملخصًا لهذه الخطوات الهامة:
تعزيز التواصل الإيجابي والحوار الفعال
1. تخصيص وقت للحوار الصادق
يجب تخصيص عشرين دقيقة يوميًا للحوار مع الأبناء كأصدقاء.
يهدف هذا الوقت إلى الإستماع إليهم بإنصات وتقدير آرائهم ومشاعرهم بدون تقديم نصائح مباشرة أو الخوض في شؤون المدرسة أو محاولة توجيههم.
هذا يخلق مساحة آمنة للتعبير عن الذات وتعزيز الثقة المتبادلة.
2. التعبير اللفظي عن الحب والمودة
من الضروري أن يعبر الآباء عن مشاعر الود والحب تجاه أبنائهم من خمس إلى عشر مرات يوميًا.
كما يمكن أن يكون ذلك من خلال كلمات بسيطة وصادقة تعبر عن الإهتمام والمحبة.
بناء الثقة بالنفس وتعزيز السلوك الإيجابي
3 . مدح السلوكيات الإيجابية
يجب مدح الأبناء خمس مرات يوميًا على أي سلوك إيجابي يقومون به.
هذا يعزز لديهم الشعور بالإنجاز ويشجعهم على تكرار هذه السلوكيات المرغوبة .
4. تقدير المظهر الخارجي
من المهم أيضًا مدح الأبناء خمس مرات يوميًا على مظهرهم الخارجي، سواء كانت إبتسامتهم، شعرهم
أعينهم، أو أي شيء آخر يميزهم. هذا يعزز ثقتهم بأنفسهم وصورتهم الذاتية الإيجابية.
تقوية الروابط الأسرية من خلال الأنشطة المشتركة
5. مشاركة الأنشطة خارج المنزل
يجب تخصيص مرتين أسبوعيًا لمشاركة الإبن نشاطًا خارج البيت، حتى لو إستغرق ذلك خمس دقائق فقط.
كما يمكن أن يكون ذلك مشيًا، ممارسة رياضة بسيطة، تمشية في مكان مفتوح، أو حتى جولة قصيرة بالسيارة. هذه الأنشطة تخلق ذكريات مشتركة وتعزز الترابط الأسري.
6. تثبيت القيم قبل النوم
يجب تخصيص ثلاث دقائق يوميًا قبل النوم لتثبيت القيم الإيجابية لدى الأبناء من خلال عبارات بسيطة مثل
: “كنت سعيدًا عندما رأيتك اليوم تفعل كذا”، أو “مساعدتك لأختك الصغيرة كانت جميلة منك”، أو “وفاؤك بالإتفاق جميل”.
هذا يساعد في ترسيخ الأخلاق الحميدة في نفوسهم.
7. وجبة عشاء عائلية ممتدة
كما يُنصح بتناول وجبة عشاء مع العائلة في البيت أو خارجه مرتين أسبوعيًا مع تخصيص وقت أطول للحديث والتحاور بشكل مريح.
هذه اللحظات تعزز التواصل العميق وتبادل الأفكار والمشاعر بين أفراد الأسرة.
فن الإستماع الفعال وتقدير المشاعر
8. تخصيص وقت للإستماع غير المشروط
يجب تخصيص من دقيقة إلى ثلاث دقائق يوميًا للاستماع الكامل للابن دون مقاطعة أو تعقيب أو نصيحة.
لذلك يتم ذلك من خلال الجلوس معه في مكان هادئ وطلب منه أن يقول كل ما يريد بلا قيود.
بمجرد إنتهاء الوقت المحدد، تنتهي الجلسة. هذا يعلمه أن هناك من يصغي إليه ويقدر مشاعره.
التعبير عن الحب من خلال السلوكيات اليومية
9 . لغة الجسد المعبرة عن الحب
يقدم الكتاب مجموعة من اللمسات الجسدية اليومية التي تعبر عن الحب والإهتمام، مثل
- اللمس على نهاية رأس الإبن.
- وضع اليد على الرأس للتعبير عن الفخر.
- وضع اليد على الجبين للتهدئة.
- وضع اليد على الوجنتين للتعبير عن الشوق.
- مسكة اليد لتقوية العلاقة والحب.
- المسح باليد على الصدر عند الغضب أو وجود مشاعر سلبية للتهدئة.
10. القبلات والأحضان الدافئة
يُنصح بأربع قبلات يوميًا (في الجبين للإستقبال، في الرأس للفخر والإعتزاز، في الخد للشوق، وفي اليد للإستقبال والشوق)
وأربع ضمات إحتضان متفرقة خلال اليوم للتعبير عن المودة والحنان.
بناء شخصية متوازنة وعلاقة قوية
الخلاصة
يؤكد الكتاب على أهمية بناء علاقة قوية ومتينة مع الأبناء حتى يصبحوا محبين، مطيعين، خلوقين، وبارين.
لذلك من خلال تطبيق هذا البرنامج، يمكن للوالدين بناء شخصية أبنائهم، التعرف على ذواتهم بشكل أعمق، تقوية محبتهم، ويصبحوا القدوة المثالية في نظرهم. ومعرفة بالفعل أن نفسية أبنائك في يديك .
كما يشير إلى أن هذا البرنامج يساعد في تلاشي كل العوامل المدمرة للعلاقة التي كانت تمارس في السابق أو كانت سببًا في إضطراب شخصية الأبناء، عنادهم، عنفهم، مراهقتهم المزعجة، انحرافهم، أو الأمراض الناتجة عن السلوك.
يختتم الكتاب برسالة مؤثرة للإبن أو الابنة: “شكرًا إنك موجود في حياتي”، مؤكدًا على أهمية التعبير عن الإمتنان لوجودهم.
كما يشدد على حقيقة مؤلمة وهي أن “المجروح من عائلته لا يشفى أبدًا”، مما يسلط الضوء على الأثر العميق للعلاقات الأسرية على الصحة النفسية.
إن إتباع هذه الخطوات العملية والمدروسة يمكن أن يحدث تحولًا إيجابيًا في العلاقة بين الآباء والأبناء
كما يساهم بشكل كبير في بناء جيل يتمتع بصحة نفسية جيدة وشخصية قوية ومتوازنة.