نحو إستخدام آمن للأدوية مع كبار السن.
كثير ما نجد أنفسنا بعد سن الستين نأخذ 6 إلى 7 أدوية (وربما أكثر!)، وبالطبع نشعر بالضيق تجاه هذا الكم من الأدوية، في هذا المقال سنتعرّض لهذه المشكلة الشائعة، وكيفية التعامل معها.
ما الأسباب وراء كثرة الأدوية مع كبار السن؟!
الذهاب لأكثر من طبيب: مثلاً لو ذهبت إلى طبيب القلب وطبيب العظام وطبيب المسالك البولية سوف تحصل على ثلاث روشتات أو وصفات طبية.
ترشيحات الأدوية من الأهل والأصدقاء: فكثير منهم يقومون بدون تردد بترشيح أدوية لمن يحبون، وقد تكون أدوية مسكنة أو منومة أو مضاد حيوي أو دواء اكتئاب أو دواء للتحكم في البول أو فيتامينات.
وفي الحقيقة هذا أمر خطير للغاية، ولا أعلم كيف يمكن لأحد أن يمتلك هذه الجرأة في وصف دواء لشخص عزيز عليه لمجرد أنه جرّبه أو سمع الآخرين يتحدثون عنه! وللأسف الشديد الكثير من كبار السن يقومون بالعمل بهذه “النصائح الدوائية”.
خصوصاً أن من يقومون بتقديم هذه النصائح غالباً ما يتحدثون بثقة بالغة عن النتيجة المبهرة لهذه الأدوية، وبالطبع يكون هذا الحوار مبنياً على العاطفة المجردة لا العقل والمنطق.
هل يختلف تأثير الدواء على كبار السن مقارنة بغيرهم؟
بالطبع! مع تقدم العمر تحدث تغيرات في الجسم تجعل تأثير الدواء مختلفاً عما قبل عمر الستين، ولهذا قد تختلف جرعات الأدوية الموصوفة، كما أن العديد من الأدوية لا تناسب هذه المرحلة العمرية، لأن لها آثاراً جانبية خطيرة جداً في كبار السن.
ولذلك: لا يمكن لكل أحد أن يصف أدوية لكبار السن، وهنا يأتي دورنا كأطباء متخصصين في أمراض كبار السن. في السطور التالية نقدم لك هذه النصائح للاستفادة القصوى من الدواء مع تجنب أضراره:
احذر أن تتناول الأدوية دون استشارة الطبيب.
لا تصف الأدوية الخاصة بك لغيرك، حتى لو كانت الأعراض متشابهة.
عندما تذهب إلى الطبيب خذ معك قائمة الأدوية التي تتناولها، بما في ذلك الفيتامينات والملينات والأعشاب.
اطلب من الطبيب أن يوضّح لك المعلومات اللازمة عن الدواء الجديد الخاص بك.
أخبر طبيبك الأساسي بالأدوية الجديدة الموصوفة لك بواسطة أي طبيب آخر.
إذا كنت تشعر أن عدد حبات الأدوية التي تأخذها يومياً كثيرة لا بد من إبلاغ الطبيب بهذا الأمر حتى يراعى ذلك أثناء وصف الأدوية لك.
إذا حدث لك بعض الأعراض الجانبية من أي دواء – لا قدر الله – لا بد من إبلاغ الطبيب المعالج في أقرب فرصة.
بعض الأدوية (مثل علاجات الاكتئاب أو الأدوية المنوّمة) تسبب الكثير من المشاكل: مثل اختلال التوازن، وربما السقوط، وقد تؤثر على تركيزك وانتباهك، احذر قيادة السيارة إذا كنت تتناول هذه الأدوية.
إذا كنت تتناول أدوية كثيرة استخدم علبة حبوب الدواء (صندوق الدواء) أو اكتب جدولاً بمواعيد الأدوية لمساعدتك على التذكر.
لا تأخذ الدواء في الظلام أو بدون النظارات الخاصة بك.
إذا كان المريض يعاني من ضعف الذاكرة أو ألزهايمر: لا بد أن يتناول أدويته تحت إشراف مباشر من أحد أفراد العائلة، لتجنّب العواقب الخطيرة للخطأ في تناول جرعات الأدوية الموصوفة.
تخلص من أي أدوية قديمة، ولا تستخدم الأدوية بعد تاريخ انتهاء الصلاحية، أو في حالة تغير مظهر أو خواص الدواء.
إذا كانت تكلفة الأدوية غالية لا تشعر بالخجل من ذلك، وأبلغ طبيبك بهذه النقطة المهمة.
تذكّر أن هناك أدوية تتفاعل مع بعضها البعض، وقد تسبب لك مضاعفات خطيرة، ومثال ذلك الأعشاب الطبية (التي كثيراً ما تكون مفيدة للجسم)، ولكن لا بد من توخي الحذر، لأنها قد تتفاعل بشدة مع الأدوية التي تأخذها (على سبيل المثال لا الحصر قد ترفع ضغطك أو تخفّضه أو تزيد من سيولة الدم عندك).
ولهذا يجب إبلاغ الطبيب المعالج بالأعشاب الطبية التي تود أن تتناولها حتى يعلمك بما هو مناسب، وما هو غير مناسب لك.
وأخيراً وليس آخر… الوقاية خير من العلاج.
لتجنب الحاجة إلى تناول أدوية كثيرة أودّ أن أُذكِّر حضراتكم بضرورة اتباع نظام حياة صحي، يشمل ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الغذاء الصحي، وشرب ثمانية أكواب من الماء يومياً.
والمحافظة على الوزن المثالي وتجنّب السمنة، وتجنّب التدخين والكحوليات والعادات السيئة، مع ضرورة المتابعة الطبية الدورية حتى في عدم وجود أي شكوى مرضية.
الإهتمام بالصحة الذهنية/ النفسية، وتحسين جودة النوم، وتجنّب أسباب هشاشة العظام: حيث إن هذه الإجراءات الوقائية تجنبنا الحاجة إلى استخدام المزيد من الأدوية لعلاج هذه المشاكل الشائعة في كبار السن.
لا بد من اتباع نصائح الطبيب “غير الدوائية”: لأن ذلك يقلل من شدة المرض، واحتمالية تعرضك لمضاعفات المرض – لا قدر الله – وبالتالي تستطيع أن تساعد طبيبك في إقلال الأدوية التي سيصفها لك.
وختاماً … إذا استطعنا العمل بما سبق سنتمكّن من تحقيق المعادلة المطلوبة: “علاج دوائي مناسب وفعّال وآمن”.
دمتم بخير وصحة وسعادة وعافية