مخاطر فيروس H3N2 على القلب والجهاز العصبي

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

مخاطر فيروس H3N2 على القلب والجهاز العصبي

عند الإصابة بفيروس H3N2، لا تقتصر المعركة على الرئتين فحسب؛ فالدراسات الحديثة في ديسمبر 2025 تؤكد أن هذا الفيروس يسبب حالة من “الالتهاب الجهازي” الذي قد يؤثر بشكل مباشر على صحة القلب. الالتهاب الشديد الناتج عن استجابة الجهاز المناعي للفيروس يمكن أن يؤدي إلى تهيج اللويحات الموجودة في الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية أثناء العدوى أو في الأسابيع القليلة التي تلي التعافي. كما رصد الأطباء حالات من “التهاب عضلة القلب” الفيروسي، حيث يشعر المريض بضيق تنفس غير مبرر أو خفقان سريع، وهي مضاعفات تتطلب رعاية طبية فورية.

من ناحية أخرى، تبرز المضاعفات العصبية كواحدة من السمات المقلقة لسلالة H3N2 الحالية. قد يعاني بعض المرضى، وخاصة الأطفال وكبار السن، من حالات من الارتباك الذهني المفاجئ، أو الدوار الشديد، أو حتى تشنجات ناتجة عن ارتفاع الحرارة الشديد (الحمى). وفي حالات نادرة، يمكن أن يسبب الفيروس “التهاب الدماغ” أو “متلازمة غيلان باريه” التي تؤثر على الأعصاب الطرفية. هذه الأعراض تؤكد أن الفيروس ليس مجرد احتقان في الحلق، بل هو تحدٍ شامل للجسم يتطلب مراقبة دقيقة لمستوى الوعي والقدرات الإدراكية للمريض طوال فترة المرض.

بالإضافة إلى ذلك، يظل الجهاز التنفسي هو الساحة الرئيسية للمضاعفات، حيث يمهد فيروس H3N2 الطريق لـ “العدوى البكتيرية الثانوية”. فبعد أن يضعف الفيروس المناعة في الرئتين، تستغل البكتيريا الوضع لتسبب التهاباً رئوياً حاداً. العلامة التحذيرية هنا هي “الانتكاسة”؛ أي أن يتحسن المريض ليوم أو يومين ثم تعود الحمى والسعال بشكل أسوأ من البداية. إن فهم أن مضاعفات H3N2 قد تمتد لتشمل القلب والأعصاب والالتهابات البكتيرية يجعل من الضروري عدم التهاون مع الأعراض والالتزام بالراحة التامة حتى تمام الشفاء.