متى تذهب للطبيب..متلازمة رينود وعلامات الخطر
على الرغم من أن معظم حالات برودة الأطراف يمكن التعامل معها بالتدفئة الجيدة، إلا أن هناك حالات مرضية محددة تتطلب تشخيصاً دقيقاً، وعلى رأسها متلازمة رينود (Raynaud’s Disease). في هذه الحالة، تتفاعل الأوعية الدموية في الأصابع بشكل مبالغ فيه مع البرد أو التوتر، فتنقبض تماماً لدرجة تمنع وصول الدم. العلامة المميزة هنا هي تغير لون الأصابع؛ حيث تبدأ باللون الأبيض (نقص الدم)، ثم تتحول للأزرق (نقص الأكسجين)، وأخيراً للأحمر عند عودة تدفق الدم، وغالباً ما يصاحب ذلك شعور بالتنميل أو الوخز المؤلم.
متى يجب عليك القلق فعلياً وزيارة الطبيب؟ هناك “خطوط حمراء” إذا ظهرت مع برودة الأطراف لا يجب تجاهلها مطلقاً. أولاً، إذا لاحظت وجود تقرحات في الجلد أو جروح في أطراف الأصابع تستغرق وقتاً طويلاً للشفاء، فهذا يشير إلى ضعف حاد في التروية الدموية. ثانياً، إذا كانت البرودة مصحوبة بتغير دائم في ملمس الجلد، مثل أن يصبح الجلد مشدوداً أو سميكاً بشكل غير طبيعي، فقد يكون ذلك علامة على أمراض مناعية مثل “تصلب الجلد”. ثالثاً، إذا كانت البرودة تتركز في جانب واحد فقط من الجسم (مثلاً يد واحدة باردة والأخرى دافئة)، فهذا قد يشير إلى وجود انسداد وعائي موضعي يتطلب تدخلًا عاجلاً.
بالإضافة إلى ذلك، يجب استشارة الطبيب إذا ترافقت البرودة مع تعب مزمن، أو تساقط غير مبرر للشعر، أو زيادة مفاجئة في الوزن، لأن هذه الأعراض مجتمعة ترجح كفة مشاكل الغدة الدرقية. التشخيص يبدأ عادة بفحوصات دم شاملة للتأكد من مستويات الحديد والفيتامينات ووظائف الغدة. الوقاية والتعامل الذكي يبدأ من الإقلاع عن التدخين (لأنه يدمر الأوعية الدموية)، وممارسة الرياضة بانتظام لتنشيط الدورة الدموية، والحرص على ارتداء ملابس دافئة وطبقات متعددة. تذكر دائماً أن برودة الأطراف قد تكون مجرد “طرف خيط” لمشكلة صحية أكبر، واكتشافها مبكراً يجنبك مضاعفات طويلة الأمد.














