ما حكم جمع الصلوات لنهاية اليوم بسبب العمل؟ أمين الفتوى يجيب
العمل عبادة، ولكن الصلاة أعظم. هذا هو لسان حال الشريعة الإسلامية السمحة، التي تراعي أحوال الناس وتيسر لهم سبل العبادة، ولكنها في الوقت ذاته لا تتهاون في شأن الصلاة، عمود الدين. فما هو حكم جمع الصلوات لنهاية اليوم بسبب العمل؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال، مستندين إلى آراء أهل العلم والفتوى.
الأصل في الصلاة
الأصل في الصلاة أنها تُؤدَّى في وقتها المحدد شرعاً، كما قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103].
الأعذار الشرعية لجمع الصلاة
يجوز جمع الصلاة في حالات معينة، منها:
- السفر: يجوز للمسافر جمع صلاتي الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، جمع تقديم أو تأخير، تخفيفاً عنه.
- المرض: يجوز للمريض الذي يشق عليه أداء كل صلاة في وقتها أن يجمع بين الصلوات.
- الحاجة: يجوز الجمع بين الصلوات للحاجة، مثل وجود شغل ضروري لا يمكن تأخيره، بشرط عدم اتخاذ ذلك عادة.
حكم جمع الصلوات بسبب العمل
لا يجوز جمع الصلوات كلها في آخر اليوم بحجة العمل. هذا ما أكده الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريحات صحفية. وأوضح أن الصلاة لها وقت محدد شرعاً، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها إلا لعذر شرعي.
الجمع بين الصلوات للحاجة
أجاز بعض العلماء الجمع بين الصلوات للحاجة، بشرط أن يكون ذلك لسبب ضروري وقاهر، وأن لا يتخذ ذلك عادة. أما تأخير الصلاة عن وقتها عمداً فهو غير جائز شرعاً.
نصيحة للعاملين
ننصح العاملين الذين يواجهون صعوبة في أداء الصلاة في وقتها، بما يلي:
- تخصيص وقت للصلاة: يجب على العامل أن يُخصص وقتاً لأداء الصلاة في مكان العمل، حتى لو كان ذلك في مكان صغير أو مكتبه.
- الاستئذان من صاحب العمل: يجب على العامل أن يستأذن من صاحب العمل لأداء الصلاة، مع توضيح أهمية هذا الأمر الديني.
- البحث عن حلول: يمكن للعامل أن يبحث عن حلول أخرى، مثل تغيير مكان العمل، أو البحث عن عمل آخر يُتيح له أداء الصلاة في وقتها.
الخلاصة
الصلاة عمود الدين، ولا يجوز تهاون فيها. يجب على المسلم أن يُحافظ على أداء الصلاة في وقتها، وأن يبحث عن حلول للتوفيق بين العمل والعبادة.














