ما العلاقة بين السهر والاكتئاب..علاقة وطيدة لا يمكن تجاهلها

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

سهر واكتئاب: علاقة وطيدة لا يمكن تجاهلها

تشير العديد من الدراسات والأبحاث إلى وجود علاقة قوية ومعقدة بين النوم المتأخر والاكتئاب. ففي حين أن قلة النوم أو النوم غير المنتظم يمكن أن يكون أحد أعراض الاكتئاب، إلا أن السهر المتكرر واضطراب أنماط النوم الصحية يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالاكتئاب أو تفاقم أعراضه لدى الأشخاص المعرضين لذلك.

كيف يؤثر السهر على الصحة النفسية؟

اضطراب الساعة البيولوجية: السهر يؤدي إلى اختلال في الساعة البيولوجية الطبيعية للجسم، وهي المسؤولة عن تنظيم العديد من العمليات الحيوية بما في ذلك دورات النوم والاستيقاظ وإفراز الهرمونات. هذا الاضطراب يمكن أن يؤثر سلبًا على المزاج والعواطف ويزيد من الشعور بالقلق والتوتر، وهما من العوامل الرئيسية للاكتئاب.

تراجع جودة النوم: الأشخاص الذين يسهرون غالبًا ما يحصلون على نوم أقل جودة وأكثر تقطعًا. النوم غير العميق والمتقطع لا يوفر الراحة الكافية للجسم والعقل، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق وتقلب المزاج، ويزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.

تأثير على النواقل العصبية: النوم يلعب دورًا هامًا في تنظيم النواقل العصبية في الدماغ، بما في ذلك السيروتونين والدوبامين، وهما يلعبان دورًا حيويًا في تنظيم المزاج والشعور بالسعادة. قلة النوم واضطرابه يمكن أن يؤثر على مستويات هذه النواقل، مما يزيد من خطر الاكتئاب.

زيادة الأفكار السلبية: أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين ينامون في وقت متأخر يميلون إلى التفكير في الأمور السلبية بشكل أكبر ويقل لديهم التركيز والانتباه، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب.

عادات غير صحية مصاحبة للسهر: غالبًا ما يرتبط السهر بعادات غير صحية مثل استهلاك الكافيين والمنبهات بكميات كبيرة، وقلة ممارسة الرياضة، وزيادة وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وكل هذه العوامل يمكن أن تساهم في تدهور الصحة النفسية وزيادة خطر الاكتئاب.

الاكتئاب واضطرابات النوم: حلقة مفرغة

من المهم أن ندرك أن العلاقة بين النوم المتأخر والاكتئاب غالبًا ما تكون ثنائية الاتجاه. فالاكتئاب نفسه يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في النوم مثل الأرق أو النوم المفرط. وهذا يخلق حلقة مفرغة حيث يؤدي قلة النوم إلى تفاقم أعراض الاكتئاب، والاكتئاب يزيد من مشاكل النوم.

نصائح لتحسين النوم والصحة النفسية:

الحفاظ على جدول نوم منتظم: حاول الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في أيام العطلات.

تهيئة بيئة نوم مريحة: تأكد من أن غرفة نومك مظلمة وهادئة وباردة.

تجنب الكافيين والنيكوتين والكحول قبل النوم: يمكن لهذه المواد أن تعيق النوم.

الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم: الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يمكن أن يؤخر إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون النوم.

ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني المنتظم يمكن أن يحسن جودة النوم والمزاج، ولكن تجنب ممارسة الرياضة بالقرب من وقت النوم.

اتباع نظام غذائي صحي: يمكن أن يؤثر النظام الغذائي المتوازن على جودة النوم والمزاج.

إدارة التوتر: تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوجا للتعامل مع التوتر والقلق.

طلب المساعدة المتخصصة: إذا كنت تعاني من مشاكل في النوم أو أعراض الاكتئاب، فمن المهم استشارة الطبيب أو أخصائي الصحة النفسية للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.

في الختام، هناك علاقة وثيقة بين النوم المتأخر والاكتئاب. فالحفاظ على نمط نوم صحي ومنتظم هو جزء أساسي من الحفاظ على صحة نفسية جيدة، وتجنب السهر يمكن أن يكون خطوة هامة في الوقاية من الاكتئاب وإدارته.