لماذا يُحذّر الأطباء من مُكونات أدوية السعال للأطفال دون العامين؟

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

مُخاطر السمية الدوائية للرضع: لماذا يُحذّر الأطباء من مُكونات أدوية السعال للأطفال دون العامين؟

 

في أعقاب وفاة 11 طفلاً في الهند بسبب تداعيات مرتبطة بأدوية السعال، تتجدد التحذيرات الطبية العالمية حول خطورة إعطاء الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين. لا تكمن المشكلة في عدم فعالية هذه الأدوية فحسب، بل في مُكوناتها الكيميائية التي تُشكل خطراً سمّياً حقيقياً على الجهاز العصبي والجهاز التنفسي للرضيع.


 

1. التكوين الجزيئي: مُكونات سامة في جسم صغير

 

تجمع أدوية السعال ونزلات البرد عادةً بين مكونات مُتعددة، كل منها يحمل مخاطر مُتزايدة عند استخدامه في أجساد الرضع غير المكتملة النمو:

  • مُضادات الهيستامين (Antihistamines): تُضاف لتقليل سيلان الأنف، لكنها تسبب النعاس الشديد وتُقلل من مُنعكس السعال الطبيعي اللازم لتنظيف مجرى التنفس. في الجرعات غير المُناسبة للرضع، يُمكن أن تُؤدي إلى تثبيط الجهاز التنفسي وتباطؤ التنفس.
  • مُزيلات الاحتقان (Decongestants): وهي مواد تُضيِّق الأوعية الدموية لتقليل تورم الممرات الأنفية. في الأطفال، يُمكن أن تُسبب آثاراً جانبية خطيرة تشمل زيادة مُعدل ضربات القلب (Tachycardia) وارتفاع ضغط الدم، وقد تُؤدي إلى نوبات صرع أو تشنجات عند الجرعات الزائدة.
  • مثبطات السعال (Codeine/Dextromethorphan): تعمل على الدماغ لكبح مُنعكس السعال. قد تُسبب جرعة زائدة منها ارتباكاً أو نقصاً في الأوكسجين لدى الرضيع، وهي مُميتة في بعض الحالات.

 

2. العوامل الفسيولوجية التي تزيد الخطر

 

الخطر ليس في الدواء فقط، بل في الطريقة التي يتعامل بها جسم الطفل معه:

  • عدم نضج الأعضاء: يكون الكبد والكلى لدى الرضع تحت سن الثانية غير مكتملي النمو، مما يعني أنها لا تستطيع معالجة المكونات الدوائية أو طردها من الجسم بكفاءة. وهذا يُؤدي إلى تراكم الدواء في الدم بسرعة، وارتفاع مُستويات السمية.
  • صغر كتلة الجسم: بسبب صغر حجم الرضيع وكتلة جسمه، فإن الجرعة العلاجية الفعالة قريبة جداً من الجرعة السامة، مما يجعل تحديد الجرعة الصحيحة أمراً بالغ الصعوبة ويُعرضهم لخطر الجرعة الزائدة العرضية.

 

3. التحذير الروتيني والتداعيات

 

تُحذر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال منذ سنوات من استخدام هذه الأدوية لمن هم دون الثانية، مُشيرة إلى أنها غير فعالة في أحسن الأحوال وخطيرة في أسوئها. وتُعيد حادثة الوفيات المُأساوية في الهند التأكيد على أن الآباء يجب أن يتجنبوا مُمارسة “التطبيب الذاتي” لأطفالهم بهذه الفئة العمرية والاعتماد بدلاً من ذلك على استشارة الطبيب والرعاية الداعمة.