لماذا يجب على مريض باركنسون أن يعزف أو يتحدث أثناء الجراحة

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

التحفيز العميق للدماغ: لماذا يجب على مريض باركنسون أن يعزف أو يتحدث أثناء الجراحة؟

 

مقدمة: أصبحت الصور والمقاطع المصورة لمرضى يعزفون على آلات موسيقية أو يتحدثون أثناء خضوعهم لعمليات جراحية في الدماغ جزءاً من سجل الإنجازات الطبية الحديثة. هذه الحالات، كقصة مريضة باركنسون التي عزفت على الكلارينيت، تُسلط الضوء على تقنية جراحية معقدة وحرجة: جراحة التحفيز العميق للدماغ (DBS) التي تُجرى بكامل وعي المريض.

تفاصيل إجراء الجراحة الواعية (Awake Surgery): الهدف من جراحة DBS هو زرع أقطاب كهربائية في مناطق عميقة وصغيرة جداً في الدماغ، تكون مسؤولة عن إرسال إشارات حركية غير طبيعية في مرضى باركنسون. ولكي ينجح الإجراء، يجب أن يكون موقع الأقطاب دقيقاً للغاية (في حدود الملليمترات).

  • المرحلة الأولى (التخدير الموضعي): يبدأ الإجراء بفتح الجمجمة تحت تخدير موضعي لتجنب شعور المريض بالألم. يظل المريض مستيقظاً وقادراً على التفاعل والتواصل.
  • المرحلة الثانية (التوجيه العصبي): يُدخل الجراح مسباراً دقيقاً ويقوم بتسجيل النشاط الكهربائي للأعصاب في المنطقة المستهدفة (مثل النواة تحت المهاد) لتأكيد موقعها.
  • المرحلة الثالثة (الاختبار الوظيفي): يتم إدخال القطب الكهربائي المؤقت وبدء التحفيز الكهربائي الخفيف. هنا يأتي دور المريض. يطلب الجراح من المريض أداء مهام حركية معقدة (مثل تحريك الأصابع، أو العزف، أو العد، أو التحدث).

العزف كأداة للمعايرة: في حالة دنيا بيكون وعزفها على الكلارينيت، كانت الآلة الموسيقية هي “المقياس” أو “المرجع” الذي استخدمه الجراح.

  • الرصد الحي للتحسن: قبل تشغيل التحفيز، كانت تعاني دنيا من صعوبة في الضغط على مفاتيح الكلارينيت بسبب تصلب الأصابع أو الرعشة. بمجرد أن بدأ التيار الكهربائي بالتدفق عبر الأقطاب في النقطة الصحيحة، لوحظ تحسن فوري ومسموع في قدرتها على العزف.
  • تجنب الآثار الجانبية: كما يتيح العزف على الآلة أو التحدث للفريق الطبي التأكد من أن التحفيز لا يؤثر سلباً على الوظائف القريبة، مثل مراكز النطق أو المهارات الحركية الدقيقة الأخرى.

الأهمية التكنولوجية والنتائج: تُظهر هذه الحالة مدى تطور التكنولوجيا الطبية، حيث تم زرع جهاز تحفيز عصبي متقدم (قد يكون قابلاً لإعادة الشحن ويستمر لسنوات طويلة) يساعد على تنظيم الدوائر العصبية المعطوبة. هذه الجراحة لا تشفي من باركنسون، لكنها تقلل بشكل كبير من الأعراض الحركية وتسمح للمرضى باستعادة أجزاء مهمة من حياتهم اليومية وهواياتهم، كما حدث مع دنيا التي استعادت شغفها بالعزف والمشي.