طمأنة المُستهلكين: لماذا لا يُشكل انتشار إنفلونزا الطيور في مزارع الأبقار خطراً على الحليب المُبستر الذي تشربه؟
أثارت التقارير الأخيرة حول انتقال فيروس إنفلونزا الطيور (H5N1) إلى الأبقار في بعض المناطق حالة من الحذر العام، خاصة فيما يتعلق بسلامة مُنتجات الألبان. غير أن الخبراء يُقدمون تطمينات قائمة على أساس مُعالجة الأغذية، مُؤكدين أن آلية البسترة القياسية المُستخدمة في جميع أنحاء العالم هي الضمانة النهائية لسلامة الحليب المُعبأ في المتاجر.
1. البسترة: خط الدفاع النهائي لمنتجات الألبان
في حين أن الفيروس قد يكون موجوداً في الحليب الخام المُستخلص من أبقار مُصابة، فإن عملية البسترة، التي تتطلب تسخين الحليب إلى حوالي 72 درجة مئوية لمدة 15 ثانية (أو ما يُعادلها)، تعمل كآلة قتل حرارية فعّالة:
- تدمير الغلاف الفيروسي: الحرارة تُدمر بنية الفيروس وتُعطله. ونتيجة لذلك، يصبح الفيروس غير نشط (Inactivated) وغير قادر على إحداث أي عدوى عند دخوله الجهاز الهضمي البشري.
- الحماية من المخاطر البيولوجية: لا يقتصر دور البسترة على H5N1 فحسب، بل إنها ضرورية لقتل بكتيريا شائعة وخطيرة مثل السالمونيلا والإي كولاي، التي قد تلوث الحليب الخام.
2. الفرق الحاسم: الحليب المُبستر مقابل الحليب الخام
يُشير هذا التحذير الضمني إلى أهمية الابتعاد عن نوع واحد من المُنتجات، وهو الحليب الخام (Raw Milk):
يُنصح الجمهور بالاعتماد فقط على مُنتجات الألبان المُبسترة لضمان عدم التعرض لأي مخاطر مُحتملة من الفيروسات أو البكتيريا.
خاتمة
تُعزز هذه الدراسة ثقة المُستهلكين في سلسلة الإمدادات الغذائية الخاضعة للرقابة. إن نظام البسترة، الذي أصبح معياراً عالمياً، هو ضمانتنا بأن التهديدات البيولوجية، حتى إن ظهرت في مصدر الغذاء، لن تصل إلى طبقنا.














