صوت الراحة الكاذب: لماذا تُصدر رقبتك هذا الصوت، وما هي المخاطر الخفية لعادة “الطقطقة”؟
يشعر الكثيرون بالراحة الفورية بعد طقطقة الرقبة، حيث يُصاحبها غالبًا شعور بتخفيف التوتر في العضلات والمفاصل. ولكن، هل هذه العادة آمنة حقًا؟ تُشير الأبحاث إلى أن هذا الشعور بالراحة قد يكون مؤقتًا، وأن تكرار هذه العادة قد يُخفي وراءه مخاطر جسيمة على صحة الرقبة على المدى الطويل.
1. العلم وراء صوت “الطقطقة”
يُفسر معظم العلماء هذا الصوت من خلال نظرية “الفقاعات الغازية“. تُوجد المفاصل في الجسم، بما في ذلك مفاصل الفقرات في الرقبة، داخل كبسولة مليئة بسائل يُسمى “السائل الزلالي”. يحتوي هذا السائل على غازات ذائبة مثل النيتروجين وثاني أكسيد الكربون.
- آلية الصوت: عندما تُمارس ضغطًا أو حركة مفاجئة على المفصل، تتشكل فقاعة من هذه الغازات. وعندما تنفجر هذه الفقاعة، تُصدر صوت الطقطقة المميز. هذا الصوت نفسه ليس ضارًا، ولكن القوة التي تُحدثه قد تكون كذلك.
2. الأسباب الخفية وراء الرغبة في الطقطقة
تُعد الرغبة في طقطقة الرقبة استجابة طبيعية للتوتر العضلي. فعندما تُعاني من وضعية جلوس خاطئة أو إجهاد، تُصبح عضلات رقبتك متوترة، مما يُقلل من مرونة المفاصل. تبحث أنت بشكل غريزي عن طريقة لتخفيف هذا التوتر، وتجد في الطقطقة راحة سريعة.
3. المخاطر التي لا تُرى بالعين
على الرغم من الشعور الفوري بالراحة، تُوجد مخاطر حقيقية من تكرار هذه العادة:
- إصابة الأربطة والعضلات: إن القوة التي تُمارسها على الرقبة بشكل مُتكرر يُمكن أن تُسبب تمددًا زائدًا للأربطة، مما يُفقد المفاصل ثباتها. مع مرور الوقت، يُمكن أن تُؤدي هذه الحالة إلى عدم استقرار المفصل وزيادة خطر الإصابة.
- الضغط على الأعصاب: يُمكن للحركات المُفاجئة وغير المُتحكم بها أن تُؤدي إلى ضغط الأعصاب الموجودة في العمود الفقري العنقي، مما يُسبب ألمًا حادًا أو شعورًا بالتنميل والخدر في الذراعين والكتفين.
- تلف الأوعية الدموية: في حالات نادرة للغاية، يُمكن للحركة القوية والسريعة للرقبة أن تُسبب تمزقًا في الشريان الفقري الذي يُغذي الدماغ، مما قد يُؤدي إلى سكتة دماغية.
خاتمة
إن طقطقة الرقبة هي حل مؤقت لمشكلة أعمق. بدلًا من البحث عن راحة لحظية قد تُعرضك للخطر، من الأفضل أن تُعالج السبب الرئيسي للتوتر من خلال طرق آمنة وفعّالة.














