لاتنظر إلي هاتفك عند الإستيقاظ : كيف يؤثر هاتفك على بداية يومك

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

لماذا يجب أن لاتنظر إلي هاتفك عند الإستيقاظ من النوم؟

أصبح الهاتف الذكي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وغالبًا ما يكون أول ما نراه وآخر ما نودعه كل يوم. ومع ذلك، فإن هذه العادة الشائعة بالتحقق من الهاتف فور الإستيقاظ قد تحمل في طياتها آثارًا سلبية على صحتنا الجسدية والعقلية.

من الضروري أن ندرك هذه الآثار ونسعى لتأجيل هذه اللحظة قدر الإمكان، لنحظى ببداية يوم أكثر صحة وإنتاجية.

أولًا: التأثير على مستويات التوتر والقلق

تدفق المعلومات المفاجئ : بمجرد فتح الهاتف، نتعرض لوابل من الإشعارات، ورسائل البريد الإلكتروني، وتحديثات وسائل التواصل الإجتماعي، والأخبار. غالبًا ما تتضمن هذه المعلومات أخبارًا سلبية أو مطالب تستدعي إستجابة فورية، مما يرفع مستويات التوتر والقلق قبل أن نبدأ يومنا بشكل فعلي.

مقارنات غير صحية : تصفح وسائل التواصل الإجتماعي في الصباح الباكر يعرضنا لحياة الآخرين “المثالية” (التي غالبًا ما تكون منتقاة ومعدلة)، مما قد يؤدي إلى مشاعر الحسد والنقص وعدم الرضا عن حياتنا.

ثانيًا: التأثير على جودة النوم والإستيقاظ

الضوء الأزرق : ينبعث من شاشات الهواتف ضوء أزرق يثبط إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. حتى بعد الإستيقاظ، فإن التعرض لهذا الضوء مباشرة يمكن أن يعيق إنتقال الجسم بشكل كامل إلى حالة اليقظة ويؤثر على إيقاعنا البيولوجي على المدى الطويل.

تشتيت الإنتباه : بدلًا من السماح للعقل بالإستيقاظ تدريجيًا والتهيؤ لليوم، فإن الإنغماس في الهاتف يشتت الإنتباه ويمنعنا من الإستمتاع بلحظات الهدوء الصباحية أو التفكير في نوايانا وأهدافنا لليوم.

ثالثًا: التأثير على الإنتاجية والتركيز

إستنزاف الطاقة العقلية : يبدأ اليوم بالفعل بإستنزاف جزء من طاقتنا العقلية بمجرد معالجة الكم الهائل من المعلومات الواردة على الهاتف. هذا يتركنا أقل قدرة على التركيز وإتخاذ القرارات لاحقًا خلال اليوم.

تأجيل المهام الهامة : غالبًا ما يؤدي تصفح الهاتف في الصباح إلى إضاعة الوقت وتأجيل المهام الأكثر أهمية التي يجب إنجازها في بداية اليوم عندما يكون الذهن أكثر صفاءً ونشاطًا.

رابعًا: التأثير على الصحة العامة

إهمال الروتين الصباحي الصحي : يمكن أن يحل تصفح الهاتف محل عادات صباحية صحية مثل شرب الماء، والتمدد، والتأمل، أو تناول وجبة فطور مغذية بهدوء. هذه العادات تساهم في تحسين الصحة الجسدية والعقلية على المدى الطويل.

ما الذي يمكنك فعله بدلًا من ذلك؟

بدلًا من مد يدك إلى هاتفك فور الإستيقاظ، حاول تبني بعض العادات الصحية التي تمنحك بداية أفضل ليومك

الإستمتاع بلحظات هدوء : إمنح نفسك بضع دقائق للإستيقاظ تدريجيًا، والتنفس بعمق، والشعور بالإمتنان.
شرب الماء : إبدأ يومك بترطيب جسمك.
التمدد الخفيف أو ممارسة اليوجا : يساعد على تنشيط الدورة الدموية وإيقاظ الجسم.
التأمل أو ممارسة اليقظة الذهنية : يساعد على تهدئة العقل وتقليل التوتر.
تناول وجبة فطور مغذية : يمنحك الطاقة اللازمة لبدء يومك بنشاط.
تحديد نواياك لليوم : فكر في ما تريد تحقيقه وكيف تريد أن تشعر.

الخلاصة

قد يبدو أن لاتنظر إلي هاتفك عند الإستيقاظ أمرًا بسيطًا، ولكنه يحمل فوائد جمة لصحتك العقلية والجسدية وإنتاجيتك. من خلال تبني عادات صباحية صحية وتأخير التفاعل مع العالم الرقمي قليلًا، يمكنك أن تبدأ يومك بشعور أكبر بالهدوء والتركيز والإستعداد لمواجهة تحدياته بنجاح. إنها خطوة صغيرة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في جودة حياتك اليومية.