كيف يُمكن لنظامك الغذائي أن يُنظم بكتيريا النوم للحصول على ليالٍ هادئة

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

غذاء الدماغ من الأمعاء: كيف يُمكن لنظامك الغذائي أن يُنظم بكتيريا النوم للحصول على ليالٍ هادئة؟

 

أكدت الدراسات الأخيرة أن سر الليالي الهادئة قد لا يكمن في غرفة نومك، بل في جهازك الهضمي. فقد وُجد أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا ليست مُجرد مُساعد في الهضم، بل هي صانع رئيسي للمُركبات التي “تُطفئ” نشاط الدماغ الزائد وتُسهل الانتقال إلى النوم العميق. هذه العلاقة تُعيد تعريف أهمية النظام الغذائي كأداة قوية لـ تحسين جودة النوم والصحة العقلية.


 

1. دور “بكتيريا النوم” وكيفية عملها

 

الملايين من البكتيريا الموجودة في الأمعاء تعمل كـ “مصنع كيميائي” ليلي، حيث تُحوّل ما تأكله إلى مواد تؤثر على جهازك العصبي:

  • إنتاج مواد مهدئة: تُنشط البكتيريا مسارات إنتاج مُركبات مُشتقة من الطعام، وهذه المُركبات تعمل كنواقل عصبية أو مُنظمات لها. بعضها، مثل مُركب GABA (حمض غاما-أمينوبيوتيريك)، معروف بأنه ناقل عصبي مُثبط يُساعد على تهدئة النشاط العصبي في الدماغ وتسهيل النوم.
  • مكافحة “ضجيج الدماغ”: تُقلل البكتيريا النافعة من مستويات الالتهاب في الجسم، بما في ذلك الالتهاب في الجهاز العصبي. الإجهاد والالتهاب يُولدان “ضجيجاً” في الدماغ يمنعه من الاسترخاء؛ وعندما تُخفف البكتيريا من هذا الضجيج، يتحسن هدوء الدماغ بشكل كبير.

 

2. خطوات عملية لتغذية ميكروبيوم “صديق للنوم”

 

لتسخير قوة أمعائك في الحصول على نوم أفضل، يجب تعديل نظامك الغذائي ليدعم نمو البكتيريا المُنتجة للمُهدئات:

العادة الغذائية أمثلة تطبيقية التأثير على النوم
1. زيادة الألياف (البريبايوتكس) تناول الحبوب الكاملة، الثوم، البصل، الموز الأخضر، والشوفان. الألياف هي غذاء البكتيريا النافعة، وتُعزز إنتاج الأحماض الدهنية المُهدئة.
2. إدراج البروبيوتيك تناول الأطعمة المُخمّرة مثل الزبادي، والكفير، والمخللات الطبيعية (غير المُبسترة). تُدخل البكتيريا النافعة مُباشرة إلى الأمعاء، مما يُحسن توازن الميكروبيوم.
3. تجنب الوجبات الدسمة ليلاً لا تتناول وجبات غنية بالدهون أو السكر قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل. يُقلل الضغط على الجهاز الهضمي، مما يسمح للعصب الحائر بإرسال إشارات استرخاء بدلاً من إشارات عمل.
4. الترطيب المُنتظم اشرب كمية كافية من الماء على مدار اليوم. يدعم حركة الأمعاء ويُحسن من كفاءة عملية التخمير البكتيري.

إن الاهتمام بـ صحة أمعائك ليس مُجرد اهتمام بالجهاز الهضمي؛ بل هو استثمار مُباشر في صفاء ذهنك وهدوء لياليك.