بين المطبخ والعلم: كيف يُساهم خل التفاح وعلاجات أخرى في تنظيم سكر الدم؟
يُعد الحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن المعدل الطبيعي أمرًا حيويًا للصحة. وفي حين أن الأدوية هي حجر الزاوية في علاج داء السكري، تُشير الأبحاث إلى أن بعض العلاجات المنزلية البسيطة قد تُساهم بشكل فعّال في دعم جهود التحكم في السكر. يُقدم هذا المقال لمحة علمية عن أبرز هذه العلاجات وكيفية عملها.
1. خل التفاح: آلية عمله
يُعتبر خل التفاح من أشهر العلاجات المنزلية المُستخدمة. تحتوي هذه المادة على حمض الخليك (Acetic Acid) الذي يُعتقد أنه يُؤثر على مستويات السكر في الدم بطريقتين:
- إبطاء هضم الكربوهيدرات: يُساعد حمض الخليك على إبطاء عملية تحويل الكربوهيدرات المعقدة إلى سكر بسيط في الجهاز الهضمي. هذا يُؤدي إلى إطلاق الجلوكوز في مجرى الدم بشكل أبطأ وأكثر تدريجياً، مما يمنع الارتفاع المفاجئ في سكر الدم بعد الوجبة.
- تحسين حساسية الأنسولين: تُشير بعض الدراسات إلى أن خل التفاح قد يُعزز استجابة الجسم للأنسولين، مما يُساعد الخلايا على امتصاص الجلوكوز من الدم بشكل أكثر كفاءة.
2. القرفة: مُحفز للأنسولين
تُعد القرفة من التوابل التي تُستخدم منذ قرون، وقد أظهرت الأبحاث أن لها تأثيرًا مُحتملًا على سكر الدم. تحتوي القرفة على مركبات تُشبه في عملها الأنسولين، مما يُساعد على نقل السكر من الدم إلى الخلايا. كما أنها قد تُحسن من حساسية الخلايا للأنسولين، مما يُعزز من قدرتها على استخدام السكر كمصدر للطاقة.
3. الألياف القابلة للذوبان: حاجز طبيعي
تُوجد الألياف القابلة للذوبان في أطعمة مثل الشوفان، والتفاح، والبقوليات. عندما تصل إلى المعدة، تُشكل مادة هلامية تُبطئ من سرعة إفراغ المعدة وهضم الطعام. هذا التأثير يُقلل من سرعة امتصاص السكر في الأمعاء، مما يُساهم في تنظيم السكر ومنع الارتفاعات الحادة بعد تناول الوجبات.
4. الماء والترطيب
يُعد شرب كميات كافية من الماء أمرًا أساسيًا للتحكم في سكر الدم. فالجفاف يُمكن أن يزيد من تركيز سكر الدم. بالإضافة إلى ذلك، تُساعد الكلى على التخلص من السكر الزائد في البول، ويُعزز الترطيب الكافي كفاءة هذه العملية.
خاتمة
تُقدم هذه العلاجات المنزلية دعمًا طبيعيًا للتحكم في سكر الدم، ولكنها ليست بديلاً عن الأدوية أو النظام الغذائي الذي يصفه الطبيب. دمجها في روتينك اليومي بعد استشارة طبيبك يُمكن أن يكون جزءًا من نهج شمولي وفعّال لإدارة صحتك.
