كيف يعيد الفرح توازن كيمياء المخ ويحسن وظائفه؟
يشير خبراء علم الأعصاب إلى أن الفرح ليس مجرد إحساس مؤقت، بل هو تفاعل كيميائي حقيقي داخل الدماغ يؤثر على الجسم كله.
فعندما يشعر الإنسان بالسعادة، يبدأ المخ في إفراز مجموعة من المواد الكيميائية التي تعمل في انسجام لتوليد شعور الراحة والرضا.
الدوبامين هو أول هذه المواد وأكثرها تأثيرًا، إذ يخلق إحساسًا بالمكافأة ويزيد من الرغبة في تكرار السلوك الذي سبب الفرح.
بينما السيروتونين يساعد في تحقيق الاستقرار العاطفي وتحسين جودة النوم، ويقلل من القلق والتوتر.
أما الأندورفين فيعمل كمهدئ طبيعي للألم، ما يفسر لماذا يشعر الناس بالراحة بعد الضحك أو ممارسة الرياضة.
العلماء يؤكدون أن الفرح يغير نشاط بعض مناطق الدماغ مثل اللوزة الدماغية والقشرة الجبهية، وهي المسؤولة عن التفكير واتخاذ القرار.
هذا التغيير يجعل الشخص أكثر مرونة، قدرة على التركيز، واستعدادًا للتفاعل الاجتماعي بشكل إيجابي.
كما أظهرت دراسات أن الأشخاص الذين يحافظون على مشاعر إيجابية بانتظام يتمتعون بجهاز مناعي أقوى، ومعدلات ضغط دم أقل، ونسبة أقل من الإصابة بأمراض القلب.
إضافة إلى ذلك، السعادة المستمرة تحفز نمو خلايا عصبية جديدة، مما يُحسن الذاكرة والقدرة على التعلم.
ويؤكد الاستشاريون أن ممارسة الامتنان، والتأمل، والأنشطة المحببة تساهم في تعزيز هذه التفاعلات الكيميائية الطبيعية في الدماغ، وتمنح الإنسان طاقة ذهنية وعاطفية متجددة.



 
 
                                     
                                     
                                    










