كيف تُؤثّر الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) على هدوء الدماغ وجودة النوم

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

همس الميكروبيوم الليلي: كيف تُؤثّر الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) على هدوء الدماغ وجودة النوم؟

 

لطالما ساد الاعتقاد بأن الدماغ هو القائد الأوحد للجسم، لكن الأبحاث الحديثة تُشير إلى أن ميكروبيوم الأمعاء (Gut Microbiome) قد يكون له دور مُؤثر في تنظيم الحالة العقلية، خاصة خلال فترة الليل. فقد كشفت دراسة متقدمة عن وجود علاقة وثيقة بين نشاط البكتيريا في الأمعاء ومستوى “الهدوء” الذي يصل إليه الدماغ، مما يُسلط الضوء على آليات محور الأمعاء والدماغ في التحكم بجودة النوم والاستجابة للإجهاد.


 

1. الآلية العلمية: النواقل العصبية والالتهاب

 

يُفسر العلماء هذه العلاقة بأنها ناتجة عن مُركبات كيميائية تُنتجها البكتيريا في الأمعاء وتصل إلى الدماغ عبر مسارات مُتعددة:

 

أ. الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) 🔬

 

  • الإنتاج والتأثير: عند تناول الألياف الغذائية، تقوم البكتيريا النافعة بتخميرها لإنتاج مُركبات حيوية، أبرزها الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) مثل البوتيرات.
  • حاجز الدماغ: هذه الأحماض يُمكن أن تُؤثر على حاجز الدم في الدماغ (Blood-Brain Barrier)، مما يُحسن من نفاذيته ويُقلل من الالتهاب العصبي. الدماغ الأقل التهاباً يكون أكثر قدرة على الانتقال إلى مراحل النوم العميق والراحة.

 

ب. تنظيم النواقل العصبية المُهدئة 🧠

 

  • السيروتونين: تُنتج بكتيريا الأمعاء جزءاً كبيراً من مادة السيروتونين (Serotonin)، والتي تُعرف بأنها مُنظّم رئيسي للمزاج ودورة النوم والاستيقاظ. ارتفاع مستويات السيروتونين في الأمعاء يُمكن أن يُؤثر على مستوياتها في الدماغ.
  • العصب الحائر (Vagus Nerve): التواصل بين الأمعاء والدماغ يتم أيضاً عبر العصب الحائر، وهو أطول عصب قحفي. تُشير الأبحاث إلى أن نشاط البكتيريا يُمكن أن يُرسل إشارات مُهدئة عبر هذا العصب مُباشرة إلى الدماغ، مما يُساعد على الاسترخاء ليلاً.

 

2. العلاقة بين صحة الميكروبيوم وهدوء الليل

 

توضح الدراسة أن جودة النوم لا تعتمد فقط على الروتين الليلي، بل على تركيبة الميكروبيوم أيضاً. فالميكروبيوم الصحي المُتنوع الذي يزدهر على الألياف يُنتج المزيد من المُركبات المُهدئة والمُضادة للالتهاب، مما يُؤدي إلى تقليل الإجهاد الأيضي والاضطرابات العصبية التي تمنع الدماغ من الدخول في حالة الهدوء المطلوبة للنوم المُريح.