قضم الأظافر.. كيف تفتح البكتيريا طريقها إلى صمامات القلب

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

قضم الأظافر.. كيف تفتح البكتيريا طريقها إلى صمامات القلب؟

 

يُنظر إلى قضم الأظافر (Onychophagia) غالباً على أنها عادة عصبية سيئة، لكنها تخفي مخاطر صحية قد تكون قاتلة، خاصة فيما يتعلق بسلامة القلب. يحذر الأطباء من أن هذه العادة يمكن أن تؤدي إلى عدوى خطيرة تُعرف باسم التهاب الشغاف المعدي (Infective Endocarditis).

 

آلية العدوى القاتلة

 

تعتبر المنطقة تحت الأظافر بيئة مثالية لتجمع وتكاثر أنواع مختلفة من البكتيريا، بما في ذلك أنواع قد تكون خطيرة. عند قضم الأظافر، تحدث جروح أو تمزقات صغيرة في الجلد المحيط أو في بطانة الفم، مما يسمح لهذه الكائنات الدقيقة بالانتقال بسهولة إلى مجرى الدم.

بمجرد وصول البكتيريا إلى الدم، تبدأ رحلتها حتى تصل إلى القلب. تكون الصمامات القلبية التالفة سابقاً (نتيجة لـ أمراض قلب خلقية أو حمى روماتيزمية سابقة) هي الهدف الرئيسي لهذه البكتيريا. تلتصق بها مسببة التهاباً حاداً في الطبقة الداخلية المبطنة للقلب (الشغاف)، مما قد يؤدي إلى تدمير الصمامات بسرعة.

 

مضاعفات تهدد الحياة

 

إذا لم يتم علاج التهاب الشغاف المعدي على الفور بالمضادات الحيوية الوريدية، يمكن أن يتسبب في مضاعفات خطيرة:

  • تلف الصمامات: تآكل صمامات القلب وتدميرها، مما يؤدي إلى قصور في وظائف القلب.
  • توقف القلب: قد يتطور الالتهاب السريع إلى فشل قلبي حاد أو عدم انتظام في ضربات القلب، مما يهدد بـ توقف القلب المفاجئ.
  • الانسداد الإنتاني: انفصال تجمعات البكتيريا والالتهاب (النباتات) عن الصمام، وانتقالها عبر مجرى الدم لتسبب انسدادات في الرئتين أو الدماغ (السكتة الدماغية).

لذا، فإن العناية بنظافة الأظافر والامتناع عن قضمها ليس مجرد اهتمام جمالي، بل هو خط دفاع أساسي لحماية القلب.


 

المقالة رقم 2: قضم الأظافر.. اضطراب القلق الذي يدمر المناعة ويهدد الأوعية الدموية

 

عادة قضم الأظافر هي في جوهرها سلوك عصبي أو اضطراب مرتبط بـ القلق والتوتر، حيث يلجأ إليها الأفراد كوسيلة لا شعورية للتعبير عن التوتر أو الملل. لكن تأثير هذه العادة يتجاوز الآثار النفسية ليصبح خطراً مباشراً على المناعة والأجهزة الحيوية.

 

من الجرثومة إلى الأوعية الدموية

 

لا تقتصر أضرار قضم الأظافر على التهاب الجلد المحيط بالظفر، بل تساهم بشكل فعال في نقل الجراثيم إلى داخل الجسم، مما يهدد أعضاء متعددة:

  • الجهاز الهضمي: نقل بكتيريا مثل السالمونيلا من تحت الأظافر إلى الفم قد يسبب التهابات واضطرابات هضمية متكررة أو عدوى معوية.
  • مشاكل الأسنان والفك: الضغط المتكرر على الأسنان الأمامية قد يؤدي إلى تآكلها، وتدهور صحة اللثة، بل وقد يساهم في آلام ومشاكل في مفصل الفك (TMJ).
  • العدوى الفيروسية: قضم الأظافر يسهل نقل فيروسات أخرى، مثل فيروس هربس اليد (Herpetic Whitlow) أو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي يسبب الثآليل، من الجلد إلى الفم والشفاه.

 

خطوات فعالة للتخلص من العادة

 

التعامل مع عادة قضم الأظافر يتطلب الصبر والتركيز على معالجة السبب الجذري وهو التوتر:

  1. الوعي والبدائل: تحديد الأوقات والمواقف التي تزيد فيها الرغبة في القضم (مثل الملل أو الإجهاد)، واستبدالها بسلوك آخر، كاستخدام كرات تخفيف التوتر.
  2. الحفاظ على الأظافر: قص وبرد الأظافر بانتظام، أو استخدام طلاء الأظافر المر المذاق (خاصة ماركات Mavala Stop).
  3. العلاج السلوكي: في حالات القضم الشديدة المرتبطة باضطرابات نفسية مثل الوسواس القهري، قد يكون التدخل السلوكي المعرفي (CBT) ضرورياً.