خطر الإفراط في إستخدام الهواتف الذكية قبل سن الخامسة والعشرين : عالم نفس يحذر تهديد لمهارة التركيز الحيوية
تحذير من عالم نفس بارز
حذر عالم النفس الإجتماعي وأستاذ جامعة نيويورك جوناثان هايدت من أن المراهقين
الذين يفرطون في إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي والهواتف الذكية قد يفوتون فرصة إكتساب مهارة حياتية أساسية للنجاح، وهي القدرة على التركيز.
إحصائيات مقلقة حول وقت الشاشة
عالم نفس يحذر وتشير التقارير إلى أن المراهقين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات
حيث بلغ متوسط إستخدام المراهقين بين 13 و18 عامًا حوالي ثماني ساعات ونصف يوميًا في عام 2021
وفقًا لشركة “كومن سينس ميديا”. وفي عام 2023، كشف تقرير آخر أنهم يتلقون ما يقرب من 240 إشعارًا ويفتحون هواتفهم أكثر من 100 مرة يوميًا.
النتيجة المحتملة
صعوبة متزايدة في التركيز
أوضح هايدت أن هذه المعدلات المرتفعة من إستخدام الأجهزة تؤدي إلى جيل يواجه صعوبة في التركيز
وهي مهارة يعتبرها أساسية للنجاح في جوانب الحياة المختلفة، بما في ذلك الدراسة والعمل والعلاقات الشخصية.
نافذة حرجة قبل بلوغ الخامسة والعشرين
شدد هايدت على أهمية معالجة هذه المشكلة في سن مبكرة
قائلًا: “إذا كنت تستخدم هاتفك لمدة تصل إلى 10 ساعات يوميًا حتى بلوغك 25 عامًا
فإن الأضرار قد تصبح دائمة.” وأضاف أن القشرة الأمامية للدماغ، المسؤولة عن وظائف مثل التركيز وإتخاذ القرارات
بينما تكون في مراحلها النهائية من التطور بحلول هذا العمر، مما يجعل إستعادة القدرة على التركيز أكثر صعوبة بعد ذلك.
تأثير وسائل التواصل على الإنتباه
وصف هايدت وسائل التواصل الإجتماعي بأنها “تحطم” قدرة الأفراد على التركيز، مشيرًا إلى أن تصميمها يهدف إلى تشتيت الإنتباه بشكل مستمر.
عواقب وخيمة على الحياة الشخصية والمهنية
حذر هايدت من أن ضعف القدرة على التركيز يمكن أن يكون عائقًا كبيرًا على الصعيدين الشخصي والمهني.
فقد يصبح من الصعب بناء والحفاظ على علاقات صحية أو حتى الإحتفاظ بوظيفة عندما يجد الشخص صعوبة في الإنتباه لأي شيء خارج نطاق هاتفه.
وتساءل : “هل تعتقد أن أي صاحب عمل سيجد فائدة في توظيف شخص لا يستطيع التركيز على ما يجب عليه التركيز عليه؟”
جدل حول الأسباب الجذرية
أثار كتاب هايدت “الجيل القلق”، الذي يربط بين إدمان وسائل التواصل الإجتماعي وتدهور الصحة النفسية لدى الشباب
نقاشًا واسعًا. يرى بعض النقاد أنه يركز بشكل كبير على تأثير التكنولوجيا ويتجاهل عوامل أخرى مهمة مثل الوراثة، والإختلالات الكيميائية في الدماغ، والصدمات النفسية.
تأثير سلبي على التطور الإجتماعي
على الرغم من الجدل، تشير الدراسات إلى أن الإعتماد المفرط على الأجهزة الإلكترونية
كما يمكن أن يؤثر سلبًا على التطور الإجتماعي للأطفال والمراهقين، حيث يقلل من فرص التفاعل المباشر وجهًا لوجه.
تحذير من الجراح العام الأمريكي
في عام 2023، أصدر الجراح العام الأمريكي فيفيك مورثي تحذيرًا بشأن المخاطر الصحية النفسية
التي تسببها وسائل التواصل الإجتماعي والهواتف الذكية، مستندًا إلى دراسات تظهر أنها قد تزيد من معدلات القلق والإكتئاب.
الخلاصة
بناءً على هذه التحذيرات والأدلة المتزايدة، يصبح من الضروري إدراك المخاطر المحتملة للإفراط في إستخدام الهواتف الذكية
ووسائل التواصل الإجتماعي على قدرة الشباب على التركيز، وهي مهارة حيوية لمستقبلهم ونجاحهم في مختلف جوانب الحياة.
كما يتطلب الأمر وعيًا وجهودًا مشتركة من الأهل والمؤسسات التعليمية والمجتمع ككل لتشجيع إستخدامًا أكثر توازنًا للتكنولوجيا وتعزيز تنمية مهارات التركيز لدى الأجيال الشابة.














