طباعة أوعية دموية ثلاثية الأبعاد.. خطوة ثورية لفهم السكتات الدماغية
شهد المجال الطبي طفرة علمية جديدة بعد إعلان باحثين عن ابتكار أوعية دموية ثلاثية الأبعاد قادرة على محاكاة الشرايين الدماغية الدقيقة بشكل غير مسبوق. يأتي هذا التطور ليقدم أداة مهمة لفهم الأسباب الحقيقية للسكتات الدماغية التي تعتبر أحد أبرز أسباب الوفاة والعجز عالميًا.
تعتمد التقنية على الطباعة الحيوية باستخدام مواد مرنة تشبه خصائص الأنسجة الحقيقية، ما يسمح بإنشاء قنوات وعائية لها نفس الانحناءات، التفرعات، وسماكة الجدار الموجودة داخل الدماغ. وتتيح هذه النماذج للعلماء مراقبة حركة الدم داخل الشرايين في أوضاع مختلفة، ودراسة كيفية تكوّن الجلطات في المناطق الضيقة أو الملتفة.
ويؤكد الباحثون أن هذه الأوعية المطبوعة تمنحهم فرصة لمحاكاة سيناريوهات سريرية يصعب دراستها داخل جسم الإنسان، مثل تأثير اضطراب تدفق الدم، أو تراكم الدهون، أو الالتهاب المزمن على تكوين الجلطات. كما تتيح اختبار الأدوية المذيبة للجلطات وتقييم فعاليتها قبل استخدامها على المرضى، ما يعزز الأمان ويقلل من المضاعفات المحتملة.
من المتوقع أن تفتح هذه التكنولوجيا الباب لعصر جديد في الطب الشخصي، إذ يمكن مستقبلًا طباعة نموذج وعائي مطابق لشرايين المريض نفسه، لتحليل مستوى الخطورة لديه وتحديد العلاج الأمثل. ورغم أن التقنية ما تزال في مراحلها الأولى، فإن العلماء يرون أنها خطوة حاسمة نحو فهم آليات الجلطات الدماغية والوقاية منها، وربما تطوير طرق علاجية جديدة كليًا.














