دعاء سورة يس و سر السبع كلمات الصباحية لقضاء الحوائج في الصباح: نظرة معمقة
إنتشر في الآونة الأخيرة حديث عن فضل قراءة سورة يس في الصباح الباكر، وتخصيص دعاء معين بعدها لقضاء الحوائج وتحقيق المعجزات بسبع كلمات.
سورة يس وفضلها في القرآن الكريم
سورة يس هي السورة السادسة والثلاثون في ترتيب المصحف الشريف، وتُعرف بكونها “قلب القرآن” كما ورد في بعض الأحاديث التي حسّنها بعض العلماء وضعّفها آخرون. لا شك أن لقراءة القرآن الكريم عمومًا فضل عظيم وثواب جزيل، وسورة يس ليست إستثناءً من هذا الفضل. وقد وردت أقوال لبعض العلماء بجواز قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجات وتفريج الكربات، مع التأكيد على أهمية الإخلاص واليقين بقدرة الله تعالى.
الدعاء بعد قراءة سورة يس
لم يرد في السنة النبوية المطهرة تخصيص دعاء معين بسبع كلمات أو غيرها بعد قراءة سورة يس لقضاء الحوائج. الأدعية المستحبة هي الأدعية العامة التي يدعو بها المسلم ربه في كل وقت وحين، مع التضرع والإلحاح واليقين بالإجابة.
ماذا عن التخصيص بوقت الصباح؟
إنتشرت بعض الأقوال المنسوبة للتابعي الجليل يحيى بن أبي كثير رحمه الله، والتي تفيد بأن من قرأ سورة يس في صدر النهار قضيت حوائجه. ومع ذلك، فإن هذا الأثر مرسل، أي أنه لم يتصل بسند صحيح إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي لا يُعتد به في تخصيص وقت معين لقراءة السورة لقضاء الحاجة.
آراء العلماء والمؤسسات الدينية
دار الإفتاء المصرية : أوضحت أن قراءة القرآن الكريم بنية قضاء الحاجات جائز شرعًا، وسورة يس لها فضل عظيم. ولكنها لم تخصص دعاءً معينًا أو عددًا محددًا من الكلمات لتحقيق ذلك.
موقع إسلام ويب : ذكر أن الأثر الوارد في قراءة سورة يس في صدر النهار لقضاء الحوائج ضعيف لأنه مرسل.
العلماء : يرى جمهور العلماء أن فضائل سور القرآن لا تثبت إلا بخبر صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرد حديث صحيح يخصص دعاءً معينًا بعد سورة يس لقضاء الحاجات.
الخلاصة
بناءً على ما سبق، فإنه لا يوجد دليل شرعي قاطع يخصص دعاءً معينًا بسبع كلمات بعد قراءة سورة يس في الصباح لقضاء الحوائج وتحقيق المعجزات.
ولكن هذا لا يمنع من
قراءة سورة يس في أي وقت : لما لها من فضل عظيم وبركة في القرآن الكريم.
الدعاء بعد قراءة القرآن عمومًا : فالدعاء مستجاب بعد الإنتهاء من أي عمل صالح.
التوجه إلى الله تعالى بأي دعاء مشروع : مع الإلحاح والتضرع واليقين بالإجابة، سواء كان ذلك في الصباح أو في أي وقت آخر.
الإستفادة من أوقات الإجابة : مثل الثلث الأخير من الليل، وأدبار الصلوات، وغيرها من الأوقات التي يُرجى فيها قبول الدعاء.
نصيحة هامة
ينبغي للمسلم أن يتحرى الدقة في نسبة الأقوال والأفعال إلى الدين، وأن يعتمد على الأدلة الشرعية الصحيحة من الكتاب والسنة. الإكثار من قراءة القرآن والذكر والدعاء هو عمل صالح مبارك في كل وقت، ولكن تخصيص أفعال أو أدعية بأعداد أو أوقات معينة دون دليل شرعي قد يدخل في البدعة.
فلنجتهد في عبادة الله بالإخلاص والإتباع، ولندعوه بما تيسر لنا من الأدعية المشروعة في كل وقت وحين، مع الثقة بكرمه وجوده ورحمته الواسعة.