يوم مناهضة العنف ضد المرأة: رسالة إلى الآباء لبناء جيل يحترم المرأة
يأتي يوم 25 نوفمبر من كل عام ليعيد إلى الأذهان قضية هامة ومستمرة، وهي قضية العنف ضد المرأة. ورغم الجهود المبذولة على المستوى العالمي والمحلي لمكافحة هذه الظاهرة، إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد والتوعية، خاصة على مستوى الأسرة.
دور الأسرة في بناء مجتمع يحترم المرأة
الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وهي المكان الذي يتشكل فيه وعي الطفل وتكوّن شخصيته. لذلك، فإن دور الأسرة في غرس قيم الاحترام والتقدير للمرأة له أهمية بالغة في مكافحة العنف ضدها.
كيف نربي أبنائنا على احترام المرأة؟
- القدوة الحسنة: الأبناء يتعلمون بالمشاهدة أكثر مما يتعلمون بالكلام. لذلك، يجب على الآباء أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم في تعاملهم مع الأم والنساء الأخريات في الأسرة والمجتمع.
- التساوي في المعاملة: يجب على الآباء أن يعاملوا أبنائهم وبناتهم على قدم المساواة، وأن يمنحوا كل منهم الفرص نفسها لتحقيق طموحاته.
- التأكيد على قيمة المرأة: يجب على الآباء أن يشرحوا لأبنائهم أهمية دور المرأة في المجتمع، وأنها شريكة للرجل في بناء الأسرة والمجتمع.
- التوعية بمخاطر العنف: يجب على الآباء أن يوضحوا لأبنائهم أن العنف ضد المرأة أمر مرفوض تمامًا، وأن له عواقب وخيمة على الضحية والمجتمع.
- التشجيع على الحوار: يجب على الآباء أن يشجعوا أبنائهم على طرح الأسئلة والاستفسار عن أي موضوع يخص المرأة، وأن يجيبوا على أسئلتهم بكل صراحة وشفافية.
- تعليمهم احترام الاختلاف: يجب على الآباء أن يعلموا أبنائهم احترام الاختلاف بين الجنسين، وأن يقبلوا الآخر كما هو.
- تعزيز الثقة بالنفس لدى البنات: يجب على الآباء أن يشجعوا بناتهم على الثقة بأنفسهن وقدراتهن، وأن يدعموهن في تحقيق أحلامهن.
أمثلة عملية على تربية الأبناء على احترام المرأة:
- المشاركة في الأعمال المنزلية: يجب على الأبناء المشاركة في الأعمال المنزلية مع الأم، حتى يدركوا قيمة عملها وجهودها.
- الاستماع إلى آراء الفتيات: يجب على الأبناء أن يستمعوا إلى آراء الفتيات في الأسرة، وأن يحترموا وجهة نظرهم.
- التحدث بلطف مع الفتيات: يجب على الأبناء أن يتحدثوا مع الفتيات بلطف واحترام، وأن يتجنبوا أي تصرفات مهينة أو مسيئة.
- الدفاع عن الفتيات: يجب على الأبناء أن يدافعوا عن الفتيات إذا تعرضن لأي نوع من المضايقات أو الإساءة.
دور المؤسسات في مكافحة العنف ضد المرأة
- المدارس: يجب على المدارس أن تقوم بتوعية الطلاب بأهمية المساواة بين الجنسين، وأن تدرج برامج خاصة لمكافحة العنف ضد المرأة في المناهج الدراسية.
- وسائل الإعلام: يجب على وسائل الإعلام أن تلعب دورًا فعالًا في نشر الوعي بمخاطر العنف ضد المرأة، وأن تقدم نماذج إيجابية للمرأة.
- المنظمات الأهلية: يجب على المنظمات الأهلية أن تعمل على دعم الضحايا وتقديم الخدمات اللازمة لهن، وأن تنظم حملات توعية مجتمعية.
الخلاصه:
إن مكافحة العنف ضد المرأة مسؤولية الجميع، وهي تبدأ من الأسرة وتمتد إلى المجتمع بأكمله. من خلال تربية أطفالنا على احترام المرأة وتقديرها، فإننا نبني جيلاً جديدًا خالٍ من العنف، وجيلًا يؤمن بالمساواة والعدالة بين الجنسين.
