تعرف على أسباب خفية تساهم في زيادة الوزن.
الحفاظ على الوزن المناسب يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على صحة الجسم والعقل. الوزن الصحي يقلل من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم.
كما يحسن اللياقة البدنية ويزيد من الطاقة والحيوية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الوزن المناسب في تحسين الثقة بالنفس والشعور بالراحة النفسية والجسدية.
ما الأسباب التي تكمن وراء عدم اكتساب الوزن لدى من تتناولن كميات كبيرة من الطعام؟ بينما في المقابل هناك نساء تزيد أوزانهن رغم أنهن لا تتناولن كميات كبيرة ودسمة من الطعام.
من الطبيعي أن تفقد بعض النساء الوزن أكثر من غيرهن بسبب عدة عوامل. وهناك العديد من العوامل المعقّدة والمترابطة التي تؤثر على فقدان وزيادة الوزن وهي مختلفة لدى كل أنثى.
وتشمل هذه الأسباب النظام الغذائي، عدم ممارسة الرياضة، العوامل البيئية وعلم الوراثة، كما تشير اختصاصية التغذية ياسمين الأوسطة.
الأكل والنشاط البدني
يعتمد وزنكِ على عدد السعرات الحرارية التي تستهلكينها، وعدد السعرات التي تخزّنينها، وتلك التي تحرقينها. لكن كل من هذه العوامل يتأثر بمزيج من الجينات والبيئة.
يمكن أن يؤثر كلاهما على فسيولوجيا جسمكِ (مثل سرعة حرق السعرات الحرارية) وكذلك سلوككِ (أنواع الأطعمة التي تختارين تناولها على سبيل المثال).
يعتمد توازن السعرات الحرارية المخزّنة والمحروقة على تركيبتكِ الجينية ومستوى نشاطكِ البدني ونفقات الطاقة أثناء الراحة (عدد السعرات الحرارية التي يحرقها جسمكِ أثناء الراحة).
بكلمات بسيطة، إذا كنتِ تحرقين باستمرار السعرات الحرارية التي تستهلكينها خلال يوم واحد، فستحافظين على وزنكِ. إذا كنتِ تستهلكين المزيد من الطاقة (السعرات الحرارية) أكثر مما تنفقين، فسوف تكتسبين وزناً.
لذلك، يكتسب الأشخاص الوزن عندما يأكلون سعرات حرارية أكثر مما يحرقون من خلال النشاط. هذا الخلل في التوازن هو أكبر مساهم في زيادة الوزن.
الجينات وعلم الوراثة
تساهم الجينات في أسباب السمنة بطرق عديدة، من خلال التأثير على الشهية، والشبع (الشعور بالامتلاء)، والتمثيل الغذائي، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، وتوزيع الدهون في الجسم، والميل إلى استخدام الأكل كوسيلة للتعامل مع الضغوطات.
الجينات يمكن أن تسبب السمنة في اضطرابات معينة، مثل متلازمة برادر ويلي “Prader-Willi syndrome”.
قد تكون الجينات مساهماً كبيراً في السمنة وزيادة الوزن إذا كان لديكِ معظم أو كل الخصائص التالية:
تساهم الجينات أيضاً في قابلية الشخص لزيادة الوزن
كنتِ تعانين من زيادة الوزن في معظم حياتكِ.
أحد والديكِ أو كليهما أو العديد من أقارب الدم الآخرين يعانون من زيادة الوزن بشكل كبير. إذا كان كل من والديكِ يعاني من السمنة، فإنَّ احتمال الإصابة بالسمنة يصل لديك إلى 80%.
لا يمكنكِ إنقاص الوزن حتى عند زيادة نشاطكِ البدني والالتزام بنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية لعدة أشهر.
قد تساهم الجينات أيضاً في قابلية الشخص لزيادة الوزن.
يعتقد العلماء أن الجينات قد تزيد من احتمال إصابة الشخص بالسمنة، ولكن العوامل الخارجية، مثل وفرة الغذاء أو النشاط البدني القليل، يجب أن تكون موجودة أيضاً حتى يكون لدى الشخص وزن زائد.
في حال كنتِ تعانين من زيادة في الوزن وتودّين اللجوء إلى حمية غذائية فعّالة، تابعي معنا رجيم كوري قاسٍ واختصاصية تغذية تحذر من هذه السلبيات.
الأيض (Metabolism)
الأيض هو العملية التي يحوّل الجسم من خلالها الطعام والشراب إلى طاقة. خلال هذه العملية، تختلط السعرات الحرارية في الطعام والشراب مع الأكسجين لصنع الطاقة التي يحتاجها الجسم.
صحيح أن المعدل الذي يكسر فيه الجسم الطعام يرتبط بالوزن، لكن الأيض البطيء(Slow Metabolism) ليس عادة سبباً لزيادة الوزن. يساعد التمثيل الغذائي في تحديد مقدار الطاقة التي يحتاجها الجسم، لكن الوزن يعتمد على مقدار ما يأكله الشخص ويشربه مع النشاط البدني.
حتى في الراحة، يحتاج الجسم إلى الطاقة لكل ما يفعله. وهذا يشمل التنفس، وإرسال الدم عبر الجسم، والحفاظ على مستويات الهرمون، ونمو وإصلاح الخلايا.
يُعرَّف عدد السعرات الحرارية التي يستخدمها الجسم في الراحة للقيام بهذه الأشياء، باسم معدل الأيض القاعدي (Basal Metabolic Rate).
يعتمد معدّل الأيض القاعدي على كتلة العضلات وحجم الجسم وتكوينه وجنسك والعمر.
لا يمكنكِ التحكّم بسهولة في سرعة معدل الأيض الأساسي، ولكن يمكنكِ التحكّم في عدد السعرات الحرارية التي تحرقينها من خلال النشاط البدني. كلما كنتِ أكثر نشاطاً، زادت السعرات الحرارية التي تحرقينها. في الواقع، بعض الناس الذين يبدو أن لديهم عملية التمثيل الغذائي سريعة، هم على الأرجح أكثر نشاطاً من الآخرين.
الأسباب البيئية
البيئة المحفّزة للبدانة (Obesogenic environment) اليوم تشجعنا على تناول المزيد من الطعام وممارسة الرياضة أقل. نحن محاطون ببيئة غذائية توفر الأطعمة منخفضة التكلفة واللذيذة والكثيفة بالطاقة في أجزاء كبيرة.
عوامل أخرى تؤثر على الوزن الصحي
إن عدم وجود حدائق في المنطقة أو الصالات الرياضية القريبة قليلة التكلفة، يجعل من الصعب على الناس أن يكونوا نشطين جسدياً.
تشجع الإعلانات الغذائية المشاهدين على شراء الأطعمة غير الصحية، مثل الوجبات الخفيفة عالية الدهون والمشروبات السكرية.
بعض الناس يأكلون أكثر من المعتاد عندما يشعرون بالملل أو الغضب أو الانزعاج أو التوتر. وقد وجدت الدراسات أيضاً أنه كلما قلّت ساعات النوم لدى الأشخاص، زاد احتمال إصابتهم بزيادة الوزن أو السمنة.
ويرجع ذلك جزئياً إلى الهرمونات التي يتم إطلاقها أثناء النوم والتي تساعد على التحكّم في الشهية واستخدام الجسم للطاقة.
الظروف الصحية والأدوية
قد تسبب بعض مشاكل الهرمونات زيادة الوزن والسمنة، مثل قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، متلازمة كوشينغ (Cushing syndrome) ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات(Polycystic ovarian syndrome).
قد تسبّب بعض الأدوية أيضاً زيادة الوزن، بما في ذلك بعض الكورتيكوستيرويد ومضادات الاكتئاب وأدوية النوبات.