تحية للأصل الطيب تحية للمعدن الأصيل تحية للسيدة المصرية

لايت نيوز, هام

0:00

تحية للأصل الطيب تحية للمعدن الأصيل تحية للسيدة المصرية

كتب : الفنان نضال الشافعي

صباح الخيرات ومساء الفل والياسمين، وحشتوني جداً، انشغلت شويه وما عرفتش أقولكم العدد اللي فات وعداني عيد الأم، لكن ما عدانيش أقول لأمي وكل أم كل سنة وإنت طيبة يا أمي.

ولا يفوتني أحيي الأم والسيدة المصرية في أعيادها في شهر مارس، كل سيدة مصرية وكل بنت مصرية، كل سنة وأنتن طيبات، بيكوا بنحس إن الدنيا لها طعم حلو، بيكوا بنحس إن الدنيا جميلة ولسه فيها خير.

ولازم أسجل إني ممتن لأمي وزوجتي للمرأة المصرية بأصالتها وقوة تحمّلها وصبرها العظيم، تحية لهم فمن قديم الأزل لولا السيدة المصرية ما استطاع الرجل المصري القديم أن يبني هذه الحضارة، الذي شهد لها العالم والتاريخ.

وهكذا في عصرنا الحديث المرأة المصرية وراء نمو المجتمع سواء بساعدها وفكرها أو بوقفتها في ظهر زوجها وأبيها وأولادها، فتحية تقدير وإجلال للسيدة المصرية.

والسؤال: ما الذي جعلني أهنئ في أبريل وأبارك للمرأة المصرية وزي ما بيقولوا (مش بعد العيد ينفتل الكحك)؟ بالنسبة إلى الأجيال الجديدة ما يعرفوش المثل السابق، ارجع لمرجع تيته أو جدو هما هيقولولك.

اللي خلاني أعمل كده حكاية جميلة ولا الأساطير في فحواها.

دعيت في وقت قريب لرئاسة لجنة تحكيم لأحد المهرجانات المسرحية، تمام طبيعي لحد كده، وهو مسرح كنائسي للشباب المسرحيين، وهذه أولى دوراته، وأهديت هذه الدورة الأولى للفنان القدير الراحل جورج سيدهم.

ولنا هنا وقفة مع ممثل مصري من مواليد مدينة جرجا بمحافظة سوهاج في 28 مايو عام 1938م، تخرج في كلية الزراعة جامعة عين شمس عام 1961 قسم إنتاج حيواني، وحاصل على ماجستير في التلقيح الصناعي، وكان يستعد للدكتوراه ثم توقف لانشغاله في الفن. ومتزوج من دكتورة صيدلانية الدكتورة لندا.

بدأ جورج مشواره الفني موظفًا في فرق التلفزيون المسرحية التي تكوّنت مع بدء الإرسال التلفزيوني في مصر أوائل الستينيات، ثم مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح التي كوّنها المخرج التلفزيوني محمد سالم.

وضمت جورج والضيف أحمد وعادل نصيف الذي هاجر، فانضم بدلاً منه سمير غانم، واشتهر الثلاثي باسكتشات (دكتور الحقني) و(كتوموتو)، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

في عام 1997 أصيب جورج سيدهم بجلطة في المخ، نتج عنها حدوث شلل تام في الشق الأيمن من جسده، كما أثرت على مركز الكلام، مما أدى إلى ابتعاده عن الفن.

وتوفي بعد معاناة طويلة مع المرض في 27 مارس 2020 عن عمر ناهز 81 عامًا.

هذا الفنان المبدع الخلوق لمن لا يعرفه، ولا أظن أن هناك مصرياً أو عربياً لا يعرف هذه القامة الكبيرة الذي أمتعنا بفنه وضحكاته، وأنه قدم المونولوج.

والتمثيل بكل أشكاله، ولم يخدش حياء قط، ولم يتجه إلى إسفاف وابتذال إطلاقاً، لكن كان مثالاً للفنان الصادق والمحترم لفنه وأنا وأجيال قبلي وبعد تربينا على الكثير من أعماله سواء اسكتشاته في فرقة ثلاثي أضواء المسرح.

أو العمل الثنائي الرائع وراقي وبينه وبين القيمة الكبيرة سمير غانم في مسرحيات، مثل (المتزوجون) و(موسيقى في الحي الشرقي). وكاد أن يكون راهباً في محراب الفن.

كل ده بقه إيه علاقته بأعياد المرأة والتحية اللي فوق اللي فيها ضرب نار، استهدوا بالله ما أنا جاي أهو، وأنا في المسرح وعرض الافتتاح بدأ الضيوف في الصعود على المسرح، ومنهم من عاصر جورج وتكلم عن الحلو فيه إنسانياً وفنياً.

وكانوا كل الضيوف دون استثناء يوجهون الشكر إلى زوجته السيدة الفاضلة لندا، وكانت حاضرة، فأنا اعتبرت ذلك نوعاً من أنواع الشياكة والتقدير اللطيف.

 وبدأت وتيرة الشكر والتقدير تزيد من ضيف لضيف لزوجة الراحل، وبيني وبين نفسي تمام كفاية كده.

لكن، أثارني الفضول بعد كلمات الثناء للدكتورة لندا لأركز في كلمات الضيوف القادمين، وجاء أحد الضيوف وكأنه يرى اندهاشي الداخلي ويرد عليّ، وقال (جورج فضل ملازم حوالي ٢٣ سنة بشلل، وكان حديث الزواج).

وكانت صدمة بالنسبة للرقم ده يعتبر عمر تاني، وأحسست بالكسوف من نفسي من تقصيري في عدم معرفة هذه المعاناة.

وعملت بحث صغير بين الحاضرين وفي بعض الأوراق، ثم رحت أتأمل قصة الحب العظيمة التي تجعل من عروس شابة تتحمل مرض زوجها، وتحمد ربنا عليه ما هذا الرضا. وتقول لأصدقائها (أنا سعيدة إن ربنا وهبني جورج، وظهر في حياتي عشان أقف جنبه وأخدمه).

ما هذا المعدن الأصيل لك أيتها السيدة المصرية العظيمة، كيف كانت أيامك ٢٣ سنة، من كان يرى دموعك ويمسحها عنك، يا جماعه الموضوع بجد مش سهل، دلوقتي الأم، ابنها بيبعتها في القطار عشان تقعد في السيدة نفسية عشان مش متحمل إنها كبرت في السن.

يعني مخلفاه من دمها ومن حشاها ومستحملش، أما السيدة الفاضلة لندا، لم يربطها بزوجها وحبيبها سوى كلمة، وتحمّلت مرضه بثقله وتعبه.

ووحداتها ومواجهة الدنيا بمفردها، وكل شفائها من كل آلامها أن تراه مرتاحاً راضياً بجد.

قصه ملهمة، أخرج منها بأن المرأة المصرية، وبمنتهى التحيز امرأه عظيمة بالبلدي (حمّالة أسية)، عاشقة لزوجها، في ظهره دايماً وبيتها تعمل أي شيء في سبيل إن بيتها يفضل مفتوح وأولادها.

حدث ولا حرج سهر وتعب وتعليم وكورونا وبرد وزكام بلاوي، تعطي من روحها حقيقي لأولادها لكي يعيشوا في أحسن حال وبلدها تحب نبدأ من عند الأم الكبيرة للملك أحمس اللي وقفت وراءه لغاية ما طرد الهكسوس، ولا أجبلك آخر الجديد في ٣٠/٦ لما نزلت وقالت بلدي فوق كل اعتبار، وجوزي وابني وجيشي في ظهري وهيستروني وعمرهم ما هيخذولني، وكانت سبباً عظيماً في استرداد الوطن.

المرأة المصرية كنز عظيم ثروة مصر، وقلبها النابض الحاني، وصدق المثل اللي بيقول الست بميت راجل، وأخيراً.

أقدم الشكر والحب والعرفان بالجميل للأم والحبيبة والزوجة والأخت، للمرأة المصرية بكل صورها وبكل طبقاتها ربة المنزل والعاملة وسيدة الأعمال والفلاحة والصانعة.. إلخ.

وفي هذه الدردشة التي كانت سبباً لأظهر هذا الحب الجارف للسيدة والبنت المصرية، أخص بالشكر السيدة الفاضلة لندا زوجة الراحل جورج سيدهم.