ما وراء السمن والدهون: تحذير طبي أمريكي من “السموم البيضاء” التي تدمّر الكبد وتُسبب التشمع الصامت
في ظل الارتفاع المقلق في معدلات الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، يزداد الوعي بأن الضرر لا يقتصر على الكحول أو الأطعمة التقليدية الغنية بالدهون الحيوانية واللحوم. وفي هذا السياق، كشف طبيب أمريكي، بناءً على خبرته في الطب الوظيفي، عن مجموعة من الأطعمة الشائعة التي تُعتبر “أخطر” على الكبد لأنها تُحدث ضرراً صامتاً ومُتسارعاً. هذا الضرر ينبع من طريقة معالجة الكبد لهذه المكونات، التي تُلقي بعبء إضافي على وظيفته الحيوية.
1. الكربوهيدرات المكررة: إجهاد لا يتوقف للكبد 🍞
يُشير الطبيب إلى أن الكربوهيدرات المكررة تمثل خطراً جسيماً على الكبد، يفوق خطر الدهون المشبعة في كثير من الحالات، والسبب يكمن في سرعة تحويلها إلى سكر (جلوكوز):
- ارتفاع الأنسولين: الخبز الأبيض، والمعكرونة المصنوعة من الدقيق الأبيض، والأرز الأبيض، والمخبوزات جميعها تُهضم بسرعة فائقة، مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في مستويات السكر في الدم.
- تراكم الجليكوجين والدهون: للتعامل مع هذا الارتفاع المفاجئ، يُفرز الجسم كميات كبيرة من الأنسولين، الذي يُحوّل السكر الزائد إلى جليكوجين ثم إلى دهون ثلاثية الجليسريد في الكبد. هذا يمثل ضغطاً مستمراً على الكبد ويزيد من احتمالية تشحم الكبد بمرور الوقت.
2. الإضافات الكيميائية في الأطعمة المصنعة 🧪
تُعد المواد الحافظة، والألوان الصناعية، ومُنكهات الطعام، التي يتم إضافتها بكثافة في الأطعمة المُعلبة والمُصنعة، تحدياً آخر لا يقل خطورة:
- وظيفة إزالة السموم: الكبد هو المصنع الأساسي في الجسم المسؤول عن إزالة سمية المواد الكيميائية. عند تناول الأطعمة المُصنّعة (كالنقانق، اللانشون، الوجبات الخفيفة المعبأة) بكميات كبيرة، يُصبح الكبد مُثقلاً بمحاولة تكسير وطرد هذه الإضافات غير الطبيعية.
- الالتهاب المزمن: هذا العبء المستمر يؤدي إلى التهاب مزمن في خلايا الكبد، مما يُسارع بتدميرها ويفتح الباب أمام التليف (Fibrosis) والتشمع.
3. السموم المخفية: الصوديوم الزائد والزيوت المكررة 🧂
يحذر الطبيب كذلك من مكونين أساسيين يضران بالكبد ولا ينتميان مباشرة إلى فئتي اللحوم والدهون التقليدية:
- الصوديوم الزائد (الملح): الإفراط في تناول الملح والمواد الغنية بالصوديوم (مثل الوجبات السريعة ومرق الدجاج الجاهز) يزيد من احتباس السوائل في الجسم، مما يُفاقم حالات التورم والضغط على الكبد والأوعية الدموية المحيطة به، وهو أمر بالغ الخطورة لمرضى الكبد.
- الزيوت النباتية المكررة: الزيوت مثل الذرة، وفول الصويا، ودوّار الشمس، تخضع لعمليات معالجة مكثفة وتكون غنية جداً بأحماض أوميجا-6 الدهنية. الاستهلاك المفرط لهذه الزيوت يُعزز الالتهابات في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الكبد، مما يجعله أكثر عرضة للإجهاد التأكسدي.
لذلك، فإن حماية الكبد لا تتطلب مجرد الابتعاد عن السمن واللحوم، بل تتطلب وعياً أعمق بمخاطر “السموم البيضاء” (السكر والدقيق الأبيض) والإضافات الكيميائية المُخفية في الأطعمة المصنعة التي نستهلكها يومياً.