الوذمة في الساقين… إشارة حمراء لقصور القلب وآلية احتباس السوائل

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

القدمان تكشفان سر القلب المُتعب: الوذمة في الساقين… إشارة حمراء لقصور القلب وآلية احتباس السوائل

 

يُعد تورم الساقين والقدمين، المعروف طبياً باسم الوذمة المحيطية (Peripheral Edema)، من العلامات المُتأخرة ولكنها الحاسمة التي يُرسلها الجسم للتحذير من مُشكلة خطيرة في القلب. تُشدد هيئات الصحة العالمية، ومن ضمنها التحذيرات البريطانية، على أن هذه الوذمة ليست مُجرد نتيجة لإرهاق أو الوقوف طويلاً، بل هي عرض فيزيولوجي مباشر لفشل القلب في أداء وظيفته كمضخة، مما يُؤدي إلى ما يُعرف بـ القصور الاحتقاني (Congestive Heart Failure).


 

1. آلية الوذمة: فشل المضخة الوريدية

 

تنشأ الوذمة في قصور القلب كنتيجة مُباشرة لضعف عضلة القلب، وتحديداً ضعف البطين الأيمن (Right Ventricle)، الذي يضخ الدم إلى الرئتين. عندما تضعف كفاءة القلب:

  1. تراكم الدم: يفشل القلب في سحب الدم بكفاءة من الأوردة التي تعود إليه من الجسم. هذا الفشل يُؤدي إلى احتقان وتراكم الدم في الدورة الدموية الوريدية.
  2. زيادة الضغط الوريدي: يؤدي تراكم الدم إلى زيادة الضغط داخل الأوعية الدموية (الأوردة والشعيرات الدموية)، خاصة في الأجزاء السفلية من الجسم.
  3. تسرب السوائل: يدفع هذا الضغط المُتزايد السوائل بقوة إلى خارج جدران الشعيرات الدموية الدقيقة، لتتجمع في الأنسجة المُحيطة. وبفعل الجاذبية، تكون النتيجة الأكثر وضوحاً هي تورم القدمين، والكاحلين، والساقين.

 

2. الأعراض المُصاحبة: الصورة السريرية الكاملة

 

يجب الانتباه إلى أن الوذمة المرتبطة بقصور القلب نادراً ما تكون عَرَضاً مُفرداً. تظهر عادة مُصاحبة لأعراض تُشير مُباشرة إلى أن القلب غير قادر على تلبية احتياجات الجسم:

  • ضيق التنفس عند المجهود (Dyspnea on Exertion): صعوبة في التنفس عند ممارسة أنشطة خفيفة (مثل المشي أو صعود الدرج).
  • ضيق التنفس الليلي (Nocturnal Dyspnea): الاستيقاظ فجأة ليلاً مع شعور بالاختناق أو الحاجة إلى الجلوس أو النوم على وسائد مرتفعة.
  • الإجهاد والتعب المُستمر: الشعور بالتعب المُبكر نتيجة عدم وصول كميات كافية من الدم والأكسجين إلى عضلات الجسم.
  • خفقان أو تسارع ضربات القلب: مُحاولة القلب التعويض عن ضعفه بزيادة مُعدل الضربات.

خاتمة

إن ظهور تورم في الساقين مُصاحباً لأي شكل من أشكال ضيق التنفس أو الإجهاد يُعتبر إشارة حمراء تستدعي التقييم الطبي الفوري. التشخيص المُبكر لقصور القلب يفتح الباب أمام العلاج الذي يُمكن أن يُحسن جودة حياة المريض بشكل جذري.