النصب بإسم الدين : تفاصيل قضية “إزرع نخلة” وإستغلال التبرعات الخيرية

هام

استمع الي المقالة
0:00

الإستيلاء على أموال التبرعات في مشروع “ازرع نخلة”: النصب بإسم الدين

تفاصيل التحقيقات وأقوال المتهمين
كشفت تحقيقات الأجهزة الأمنية عن واقعة إستيلاء على أموال تبرعات مشروع خيري مزعوم تحت مسمى “إزرع نخلة”، والذي روجت له قناة فضائية تبث من مدينة السادس من أكتوبر بالجيزة.

وتمكنت مباحث المصنفات بالتعاون مع قطاع الأمن العام من ضبط عدد من المتورطين في إدارة القناة، فيما لا يزال البحث جاريًا عن آخرين.

بداية الخطة المشبوهة وإستغلال الدين

بدأت القصة بفكرة طرحها مالكو قناة فضائية بهدف جمع الأموال بطرق غير مشروعة. وإستغل المتهمون ثقة الجمهور في رجال الدين، حيث استعانوا بأشخاص مجهولين تقمصوا شخصيات دينية لتصوير برامج تلفزيونية مؤثرة.

هدفت هذه البرامج إلى إستعطاف المشاهدين وحثهم على التبرع لصالح مشروع “إزرع نخلة”، بزعم توجيه هذه الأموال للفقراء من عائدات المشروع، وهو ما تبين لاحقًا أنه محض كذب.

مداهمة أمنية وضبط متهمين

بعد رصد نشاط القناة المشبوه، داهمت مباحث المصنفات بالتعاون مع قطاع الأمن العام بالجيزة مقر القناة في مدينة السادس من أكتوبر.

ونجحت القوات في القبض على إثنين من معدي القناة، بينما فر شخص آخر يدعى “أ. إ” بالقفز من شرفة المقر أثناء المداهمة. وتواصل الأجهزة الأمنية جهودها للقبض على باقي المتورطين في هذه القضية.

أقوال المتهمين في التحقيقات

كشفت محاضر التحقيقات عن أقوال المتهمين المضبوطين، والتي حاولت تبرئة ساحتهم وتحميل المسؤولية على مالكي القناة الهاربين.

المتهم الأول (“محمد.ق.”) : إعترف بتواجده في مقر القناة وبحيازته لأموال التبرعات.

أقر بتواجد شخصين آخرين معه في الشقة (“أ” و “ع”).

أكد رؤيته للمدعو “أ. إ” وهو يقفز من شرفة الغرفة خوفًا من القبض عليه، مبررًا ذلك بأن عملهم “غير مرخص”.

ذكر أن طبيعة عمل “أ. إ” في القناة هي الإعداد.
أكد مسؤوليته عن أقواله.

المتهم الثاني (“ع. م.”) : أوضح سبب تواجده في مقر القناة بأنه يتعلق بعمله كمدير مسؤول في حالة غياب صاحب القناة.

أفاد بتواجده مع شخصين آخرين (“أ” و “ق”).

أكد رؤيته لـ “أ. إ” مع “ق” في الغرفة لحظة طرق الشرطة للباب، نافيًا أن يكون أحد قد دفعه للهرب.

أشار إلى أن “أ. إ” أصيب أثناء قفزه من الشرفة.
ذكر أن طبيعة عمل “أ. إ” هي الإعداد.
أكد مسؤوليته عن أقواله ونفى وجود أقوال أخرى لديه.

كشف التلاعب وإستغلال الثقة

أظهرت التحقيقات أن المتهمين إستخدموا برنامجًا تلفزيونيًا لبث أكاذيب حول الصدقة الجارية، وإستعانوا بأفراد يرتدون زي رجال الدين لخداع المشاهدين وحثهم على التبرع.

كما تبين إستخدام إسم جمعية وهمية لا وجود لها على أرض الواقع ولا تمتلك أي مقرات أو حسابات بنكية.

دفاع المتهمين ينفي تورطهم المباشر

من جانبه، صرح المحامي حسن يوسف، دفاع المتهمين المضبوطين، بأن تحقيقات النيابة أظهرت أن موكليه (معدي القناة) يعملون فقط في القناة والأستوديو وليس لهم أي صلة بالإتهامات الموجهة إليهم بشأن الإستيلاء على الأموال .

مؤكدًا أن المسؤولية تقع على مالكي القناة الهاربين. وأضاف أن التحريات أكدت عدم وجود أي صلة لموكله بالقضية سوى عمله داخل القناة.

وتستمر التحقيقات لكشف كافة ملابسات القضية وتحديد المسؤولين عن هذا الإحتيال و النصب بإسم الدين الذي إستغل ثقة المواطنين بهدف التربح غير المشروع.