أسطورة الراحة الوهمية: الكورتيزون والمسكنات.. سُمعة “حقنة البرد” وكيف تؤدي إلى إدمان دوائي (مُكرر من الرد السابق)
تعتبر “حقنة البرد” مثالاً كلاسيكياً للاستخدام الخاطئ وغير المسؤول للأدوية. إن الشعور السريع بالتحسن الذي يمنحه المزيج الخطير من الستيرويدات والمسكنات ليس علاجاً حقيقياً، بل هو تخدير مؤقت للجهاز المناعي، مما يخلق راحة وهمية تدفع المريض لتكرارها، ويؤدي إلى آثار جانبية جهازية طويلة الأمد.
أولاً: أضرار الكورتيزون الجهازية (إعادة برمجة الجسم)
الاستخدام المتكرر للكورتيزون، حتى بجرعة واحدة قوية، يتسبب في اضطرابات هرمونية كبيرة:
- إيقاف عمل الغدة الكظرية: الجسم يفرز هرمون الكورتيزول الطبيعي. عندما يتم إعطاؤه كورتيزون خارجي، تعتقد الغدة الكظرية أن الجسم قد حصل على ما يكفي، فتتوقف عن إفراز الهرمون الطبيعي. التكرار يسبب قصوراً في الغدة وضعفاً عاماً في الجسم.
- هشاشة العظام: على المدى الطويل، يؤثر الكورتيزون سلباً على كثافة العظام، مما يزيد من خطر الإصابة بـ هشاشة العظام (Osteoporosis) والكسور، خاصة مع تكرار “شكة الإبرة”.
- احتباس السوائل والتورم: يتسبب الكورتيزون في زيادة احتباس الصوديوم والماء في الجسم، مما يساهم في زيادة الوزن بشكل سريع، وتورم القدمين والوجه، ويجهد عضلة القلب.
ثانياً: خطورة المسكنات والمضادات على الأعضاء الحيوية
الجزء الثاني من الحقنة هو مسكنات ومضادات تضر الكلى والكبد:
- المسكنات القوية (NSAIDs): على الرغم من فعاليتها في خفض الحرارة، إلا أن حقن المسكنات القوية يمكن أن تؤثر مباشرة على وظائف الكلى، ويزيد خطر التلف الكلوي عندما يكون المريض يعاني من جفاف (وهو ما يحدث مع البرد والحرارة).
- المضادات الحيوية (خطأ إكلينيكي): استخدام المضاد الحيوي لعلاج مرض فيروسي هو خطأ إكلينيكي واضح. المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات، بل تقتل البكتيريا النافعة وتدمر التوازن البكتيري في الأمعاء، بالإضافة إلى دفع البكتيريا الضارة لتطوير مقاومة أكبر.
ثالثاً: لماذا يجب تجنب “الخلطة السحرية”؟
الخبراء الطبيون يحذرون من هذه الممارسة لأنها:
- لا تعالج السبب: هي تخفي الأعراض فقط، بينما يستمر الفيروس في دورته.
- تخلق ارتياباً وهمياً: تجعل المريض يظن أنه تعافى، فيعود إلى العمل بنشاط ويزيد من انتشار العدوى.
- تؤجل التشخيص الصحيح: قد تكون الأعراض ناجمة عن أمراض أخرى خطيرة، وتؤدي حقنة البرد إلى تأخير التشخيص الصحيح وتفاقم الحالة.
4. المقالة الثانية: لمرضى الروماتيزم
حمية البحر الأبيض المتوسط.. أفضل نظام غذائي لتهدئة أعراض الروماتيزم وتقوية العظام
إلى جانب العلاج الدوائي، يعد تبني نمط غذائي مضاد للالتهابات أمراً حاسماً لتقليل نوبات الألم والتيبس لدى مرضى الروماتيزم. يوصي الأطباء غالباً بـ حمية البحر الأبيض المتوسط (Mediterranean Diet) كنظام مثالي لأنه يركز على الدهون الصحية، ومضادات الأكسدة، والألياف، التي تعمل معاً على مكافحة الالتهاب المزمن وتقوية بنية العظام.
أولاً: ركائز حمية البحر الأبيض المتوسط لمرضى الروماتيزم
تعتمد هذه الحمية على أطعمة تساهم في خفض مستويات بروتين سي التفاعلي (CRP)، وهو مؤشر رئيسي للالتهاب في الجسم:
- الدهون الأحادية غير المشبعة: مثل تلك الموجودة في زيت الزيتون البكر الممتاز والأفوكادو. هذه الدهون لا تزيد الالتهاب، بل تحتوي على مركبات مثل “الأوليوكانثال” (Oleocanthal) التي تقلل من الألم بشكل طبيعي.
- أوميغا 3 والمكسرات: الإكثار من الأسماك الدهنية (السلمون والسردين) والمكسرات النيئة (اللوز والجوز) يزود الجسم بـ أحماض أوميغا 3، التي تقلل من شدة الأعراض وتحسن وظائف المفاصل.
- الفواكه والخضراوات الملونة: مصدر لـ مضادات الأكسدة القوية (مثل البوليفينول) التي تحيد الجذور الحرة وتدعم جهاز المناعة. التركيز على الكرز، والتوت، والخضراوات الورقية (السبانخ).
ثانياً: العوامل الإضافية التي يجب التركيز عليها
لأن مرضى الروماتيزم قد يكونون عرضة لمضاعفات أخرى (خاصة هشاشة العظام بسبب المرض واستخدام الكورتيزون)، يجب الانتباه إلى:
- الكالسيوم وفيتامين د: الحصول على كميات كافية من منتجات الألبان قليلة الدسم أو المدعمة، لتقوية العظام والمساعدة في امتصاص الكالسيوم.
- البروتين لكتلة العضلات: تناول مصادر بروتين خالية من الدهون (الدواجن، البقوليات) ضروري للحفاظ على كتلة عضلية قوية تدعم المفاصل الضعيفة.
- الألياف وصحة الأمعاء: تناول الحبوب الكاملة والبقوليات يحسن صحة ميكروبيوم الأمعاء، والذي يلعب دوراً محورياً في تنظيم الاستجابة المناعية والحد من الالتهاب الجهازي.
ثالثاً: الانتباه إلى محفزات فردية
بينما توجد أطعمة محفزة عامة (كالسكر والدهون المتحولة)، قد يلاحظ بعض المرضى أن أطعمة معينة تزيد من أعراضهم. ومن هذه الأطعمة التي تختلف استجابة الجسم لها:
- الباذنجانيات (Nightshades): مثل الطماطم، والباذنجان، والبطاطس، والفلفل. لا يوجد دليل علمي قاطع على أنها تسبب الالتهاب للجميع، لكن يُنصح المريض بمراقبة الأعراض بعد تناولها.
- منتجات الألبان: بعض المرضى لديهم حساسية تجاه بروتينات الألبان، مما قد يزيد الالتهاب.
يجب على المريض تسجيل ملاحظاته عن الأطعمة ومناقشتها مع طبيبه أو أخصائي التغذية لتصميم نظام غذائي شخصي.














