الكوارع..فوائد صحية جمة ولكن حذار من الإفراط!

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

الكوارع: فوائد صحية جمة ولكن حذار من الإفراط!

تُعدّ الكوارع، أو أرجل الماشية، من الأطباق التقليدية التي تحظى بشعبية كبيرة في العديد من المطابخ العربية، وتُشتهر بكونها وجبة دسمة وغنية بالنكهة. وبصرف النظر عن مذاقها الفريد، تحمل الكوارع في طياتها فوائد صحية متنوعة، خاصةً أنها مصدر غني بمركبات يُعتقد أنها تدعم صحة المفاصل والبشرة والجهاز الهضمي. ومع ذلك، وكما هو الحال مع أي طعام غني، فإن الإفراط في تناول الكوارع قد يُؤدي إلى أضرار صحية لا يُستهان بها.


الفوائد الصحية للكوارع:

غنية بالكولاجين والجيلاتين: تُعد الكوارع مصدرًا ممتازًا لـالكولاجين، وهو البروتين الأكثر وفرة في الجسم والمسؤول عن مرونة الجلد، صحة الشعر والأظافر، وقوة الأنسجة الضامة مثل الغضاريف والأوتار. عند طهي الكوارع، يتحول الكولاجين إلى الجيلاتين، الذي يُمكن أن يُساعد في:

دعم صحة المفاصل: يُعتقد أن الجيلاتين يُساهم في حماية الغضاريف وتقليل آلام المفاصل المرتبطة بالتهاب المفاصل وخشونة الركبة، وإن كانت الدراسات العلمية لا تزال بحاجة للمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه الفوائد بشكل قاطع.

تحسين صحة البشرة والأظافر والشعر: الكولاجين يُعزز مرونة البشرة ويُقلل من ظهور التجاعيد، ويُساهم في نمو الشعر والأظافر بشكل صحي.

تعزيز صحة الجهاز الهضمي: يحتوي الجيلاتين على الأحماض الأمينية مثل الجلوتامين، والتي تُعتقد أنها تُساهم في ترميم بطانة الأمعاء وتحسين صحة الجهاز الهضمي، مما قد يُقلل من مشاكل مثل متلازمة القولون العصبي وتسرب الأمعاء.

مصدر للبروتين والمعادن: تُوفر الكوارع كمية جيدة من البروتين، الضروري لبناء العضلات وإصلاح الأنسجة. كما تحتوي على معادن مهمة مثل الكالسيوم، الفوسفور، والمغنيسيوم، والتي تُعد ضرورية لصحة العظام والأسنان.

مضادات للالتهابات: بعض الأحماض الأمينية الموجودة في الكوارع، مثل الجلايسين والأرجينين، لها خصائص مضادة للالتهابات، مما قد يُساعد في تقليل الالتهابات في الجسم.

المساهمة في تحسين النوم: يُحتوي الجلايسين الموجود في الكوارع على خصائص تُساعد على الاسترخاء وتحسين جودة النوم.


أضرار الإفراط في تناول الكوارع:

رغم فوائدها، يُمكن أن يُؤدي الإفراط في تناول الكوارع إلى مشاكل صحية، نظرًا لتركيبتها الغذائية الغنية:

ارتفاع نسبة الدهون المشبعة والكوليسترول: تُعد الكوارع غنية بالدهون المشبعة والكوليسترول، خاصة إذا لم يتم إزالة الدهون الزائدة منها أثناء الطهي. الإفراط في هذه الدهون يمكن أن يُؤدي إلى:

زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية: بارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية في الدم، مما يزيد من خطر تصلب الشرايين.

زيادة الوزن والسمنة: الكوارع عالية في السعرات الحرارية نظرًا لمحتواها العالي من الدهون. تناول كميات كبيرة منها بانتظام يُمكن أن يُؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، خاصة إذا لم تُحرق هذه السعرات الحرارية.

اضطرابات الجهاز الهضمي: قد يُعاني بعض الأشخاص من صعوبة في هضم الكوارع، خاصة إذا كانت مطهوة بشكل غير جيد أو إذا كانوا يعانون من مشاكل هضمية سابقة، مما قد يُسبب عسر هضم أو انتفاخ.

ارتفاع حمض اليوريك: قد يُؤدي الإفراط في تناول الكوارع إلى زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بمرض النقرس لدى الأشخاص المعرضين له.

محاذير لمرضى معينين: يُنصح مرضى القلب، ارتفاع ضغط الدم، السكري، السمنة، ومرضى الكلى بالحذر الشديد أو استشارة الطبيب قبل تناول الكوارع بسبب محتواها من الدهون، الكوليسترول، وبعض المواد التي قد تُزيد الضغط على الكلى.

في الختام، تُعد الكوارع طبقًا ذا قيمة غذائية، ولكن الاعتدال هو مفتاح الاستفادة من فوائدها وتجنب أضرارها المحتملة. يُفضل تناولها كجزء من نظام غذائي متوازن، مع الحرص على إزالة الدهون الزائدة وطهيها بطريقة صحية. هل لديك أسئلة أخرى حول التغذية الصحية؟