القهوة: ساخنة أم مثلجة؟ أيهما أفضل لصحتك؟
القهوة ساخنة أم مثلجة: لطالما كانت القهوة مشروبًا أساسيًا في حياة الكثيرين حول العالم، سواء في الصباح الباكر لبعث النشاط، أو في فترة ما بعد الظهر لإنعاش العقل. ومع تعدد طرق تحضيرها، يبرز السؤال القديم: هل القهوة الساخنة أفضل أم المثلجة من الناحية الصحية؟ الإجابة ليست بسيطة، فكل نوع له مزاياه وعيوبه التي تستحق النظر فيها.
القهوة الساخنة: مصدر غني بمضادات الأكسدة
تعتبر القهوة الساخنة الخيار التقليدي والأكثر شعبية، وهي معروفة بفوائدها الصحية. عندما يتم تحضير القهوة بالماء الساخن، يتم استخلاص المزيد من مضادات الأكسدة، خاصة حمض الكلوروجينيك. هذه المركبات تلعب دورًا حاسمًا في حماية خلايا الجسم من التلف الناتج عن الجذور الحرة، مما يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري. كما أن الحرارة تساعد في إطلاق النكهات والروائح العطرية للقهوة بشكل كامل، مما يجعلها تجربة حسية فريدة.
القهوة المثلجة: أسهل على المعدة
في المقابل، تكتسب القهوة المثلجة شعبية متزايدة، خاصة في الأجواء الحارة. واحدة من أبرز مزايا القهوة المثلجة، خاصة إذا تم تحضيرها بطريقة “التخمير البارد” (cold brew)، هي أنها تكون أقل حموضة من القهوة الساخنة. هذا يجعلها خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من حساسية في المعدة أو ارتجاع المريء. فالحموضة المنخفضة تقلل من تهيج الجهاز الهضمي، مما يجعل تناولها أكثر راحة. بالإضافة إلى ذلك، قد تحتوي القهوة المثلجة على كمية أقل من الكافيين مقارنة بالساخنة، مما يجعلها مناسبة لمن يرغبون في تقليل استهلاكهم اليومي من الكافيين.
الفروقات الصحية والغذائية الأخرى
رغم الفوائد المذكورة، يجب الانتباه إلى عوامل أخرى. فعند تحضير القهوة المثلجة، قد يلجأ البعض إلى إضافة الكثير من السكر، أو المحليات، أو الكريمة، مما يزيد من محتواها من السعرات الحرارية بشكل كبير. هذا يمكن أن يلغي أي فوائد صحية محتملة ويؤدي إلى زيادة الوزن. في المقابل، يميل الناس إلى شرب القهوة الساخنة سادة أو مع القليل من الإضافات.
بشكل عام، يمكن القول إن كلا النوعين من القهوة لهما فوائدهما الصحية. إذا كنت تبحث عن أقصى استفادة من مضادات الأكسدة وكنت لا تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي، فإن القهوة الساخنة هي خيار ممتاز. أما إذا كانت معدتك حساسة أو كنت تبحث عن مشروب منعش وأقل حموضة، فالقهوة المثلجة (بدون إضافات سكرية) هي الخيار الأفضل. الأهم هو الاعتدال، فكلا النوعين يوفر فوائد صحية طالما تم تناولهما بوعي وبدون إضافات ضارة.













