السعادة في كل وقت.. ٢٥ محلًا أسستها ليلى صدقي لتوزيع السعادة في أنحاء مصر!

مقالات

استمع الي المقالة
0:00

السعادة في كل وقت.. ٢٥ محلًا أسستها ليلى صدقي لتوزيع السعادة في أنحاء مصر!

كتب: جيهان الغرباوي

هي وأخوها عادل وفريق عمل محترف كبير قرروا أن يستثمروا في مجال الحلوى والألوان الزاهية والطعم اللذيذ، الذي يدلل الحواس ويحرّض على الفرح والحماس والاحتفال بالحياة.

«نولا كاب كيك» مشروع ناجح بدأ بحلم فتاة شابة تدرس الاقتصاد في كندا، قررت العودة إلى مصر لتستمتع بالفرص المتاحة تحت شمس دافئة في بلدها، وفي وقت ساد فيه اتجاه فكري ومجتمعي يؤكد مساعدة المرأة ودعم البيزنس النسائي والأفكار الشابة الجديدة.

نصيحة ليلى صدقي لكل امرأة تريد أن تستلهم النجاح من تجربة «نولا»: العالم صار متاحًا في يدك الآن على الموبايل؛ تستطيعين الآن عمل دراسة جدوى عن السوق والمنافسين والسعر المناسب للمنتج الخاص بك، واحتياجات الزبون المستهدف لك ومكان منفذ البيع.. وفي حالة جودة المنتج أو امتيازه ستنجح الفكرة إلى أبعد حد، وستحققين حلمك مهما كان كبيرًا.

وتذكري أن أهم قواعد النجاح وأسبابه هو الشجاعة والتفاؤل حتى وقت المشاكل والأزمات وفريق العمل الممتاز، والدعم العائلي.. فلا أحد يستطيع تحقيق النجاح وحده!

الغريب واللافت حقًا أنه في عالم يموج بالحروب وقذف الصواريخ والمجاعات ويعجز فيه مليار إنسان، على الأقل، عن توفير احتياجاته الأساسية اليومية للطعام، نجد على الجانب الآخر زيادة كبيرة في اهتمام القنوات العالمية والمحلية ببرامج الطهي وصناعة الشيكولاتة ومطاعم ومقاهٍ اشتهرت في أنحاء العالم بمذاق مميز، أو مظهر مبهج وخدمة ممتازة كأنها تجعل إحساس السعادة ومذاق اللذة متاحًا طازجًا هشًا، وقريبًا في أي وقت، ومثل بطولة الكأس والدوري والألعاب الأوليمبية ظهرت قبل عدة سنوات بطولة العالم للحلويات!

فهل يصلح الطعام الجيد ما أفسدته السياسة؟، وهل تتصالح الدول يومًا وتجلس على مائدة عشاء مشتركة تزيل مرارة الماضي وطعم الحزن والتوتر؟، وهل يجتمع الفرقاء مثل الأطفال؛ حول قطعة مبهجة من الكيك المغطى بالكريمة الشهية؟
الطهاة في أكثر من ٧٠ دولة في العالم يراهنون على أن الإجابة عن كل الأسئلة السابقة «نعم»!

وبشجاعة المقاتل الذي لا يفوت فرصة؛ كي يثبت لنفسه الجدارة والأحقية في الفوز؛ قام الاتحاد الدولي للحلويات والشيكولاتة والآيس كريم المعروف دوليًا باسم الـ«f. I. B» بإقامة بطولة العالم للحلويات؛ وكل عام تقام البطولة في دولة مختلفة.

مصر شاركت أكثر من مرة في تلك البطولة، وعن ذلك قال مدحت عاكف، المتحدث الرسمي عن اتحاد الطهاة المصريين، إن النشاط الطهوي والمسابقات من هذا النوع ليست ترفيهًا بلا مضمون؛ بل هي نشاط اقتصادي وسياحي بالدرجة الأولى؛ ويكفي أن الطعام والحلوى ما زالت لغة الشعوب التي لا تحتاج إلى ترجمة؛ ولكل دولة طبق أو صنف من الحلوى يحكي فصلًا من قصتها وتاريخها وحضارتها.

أما عن دور الحلوى في دعم الكلمة والمعنى والاحتفال بأنشطة الوسط الثقافي، فنستطيع أن نذكر في هذا السياق على سبيل المثال: حفل توقيع كتاب «الصندوق الأحمر»، وهو كتاب يعرض قصص الناس ومشاكلهم ورسائلهم بخط اليد لبريد الجمعة في الأهرام.

وقد احتفلت مؤلفة الكتاب مع أصدقائها من نخبة الوسط الصحفي ونجوم المجتمع أمام تورتة كبيرة فريدة من نوعها على شكل صندوق البريد الأحمر وظرف الجواب بحجم عملاق يقف حوله عدد من تماثيل مجسمة لسعاة البريد؛ كلها من الحلوى الملونة متقنة الصنع!

تورتة صندوق البريد العملاقة كانت من تصميم وإعداد نولا؛ تقديرًا وحبًا لجريدة الأهرام وباب بريد القراء الأعلى شعبية وشهرة في الصحافة العربية!

«اللى بنى مصر كان في الأصل حلواني».. مثل حفظناه من قديم؛ فهل ينجح الحلواني المصري في بناء وتجديد علاقات الحب والثقة بين القلوب؟، وهل تستطيع صناعة الحلوى فتح أبواب التعاون بين المؤسسات وخلق لغة تفاهم ومودة بين الناس على اختلافهم؟
قناة cnn قدمت حلقات رائعة عن تركيا بسبب الملبن والحلوى الشرقية المغمورة بالعسل والفستق في محلاتها القديمة العريقة، فكانت الحلوى سبب أفضل دعاية سياحية للبلاد.
وقيل إن الثورة الفرنسية اشتعلت بسبب كلمة قالتها ماري أنطوانيت عن الجاتوه!
وسجل المؤرخون أن طبق «أم علي» هو ذكرى انتصار الزوجة الأولى للأمير أيبك على ضرتها شجرة الدر!
هكذا الحلوى تاريخ وصناعة وبيزنس وتعاون ثقافي وعلاقات عامة ومشروع لتمكين المرأة.
الحلوى حلم الطفولة وفرحة اليوم وطاقة الوجبات ومفاجأة الحفلات.. هي متعة الحواس وسعادة المحبين وهدية الضيوف.. فهل تنجح معك لغة السكاكر و«دبلوماسية الكاب كيك»؟