الذكاء الاصطناعي وسرطان القولون..فرصة لتعاون مثمر بين الإنسان والآلة

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

الذكاء الاصطناعي وسرطان القولون: تحدي ‘تدهور المهارات’ وفرصة لتعاون مثمر بين الإنسان والآلة

 

يُعد التشخيص الطبي المُبكر لسرطان القولون مفتاحًا لإنقاذ الأرواح. وقد أظهر الذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة في هذا المجال، حيث يُمكنه مساعدة الأطباء على اكتشاف الأورام التي قد تُفوتها العين البشرية. ولكن، تُشير بعض الدراسات إلى تحدٍ فريد: كيف نضمن أن هذه الأداة المُساعدة لا تُضعف المهارات البشرية الأساسية؟


 

1. التأثير المزدوج للذكاء الاصطناعي: تعزيز وحذر

 

يُعد الذكاء الاصطناعي سيفًا ذا حدين. فمن ناحية، تُظهر الأبحاث أنه يزيد من معدل اكتشاف الأورام بنسبة تصل إلى 20%، مما يُعزز دقة التشخيص بشكل كبير. ومن ناحية أخرى، تُثير هذه المساعدة تساؤلات حول ما يُعرف بـ”تدهور المهارات” (De-skilling)، حيث قد يُصبح الأطباء أقل يقظةً وأكثر اعتمادًا على الآلة. هذا التحدي لا يُمثل سببًا للتخلي عن الذكاء الاصطناعي، بل فرصة لإعادة التفكير في كيفية استخدامه.

 

2. نحو نموذج عمل جديد: التعاون لا الاستبدال

 

يُكمن الحل في الانتقال من نموذج “الذكاء الاصطناعي كبديل” إلى نموذج “الذكاء الاصطناعي كشريك”. يجب أن تُصمم أنظمة الذكاء الاصطناعي ليس فقط لتُقدم إجابة، بل لتُقدم شرحًا لسبب وصولها إلى هذه الإجابة. وهذا يُعزز فهم الطبيب ويُنمّي خبرته بدلاً من إضعافها.

  • برامج تدريب مُعززة: يجب أن تُركز برامج التدريب للأطباء على كيفية العمل بفاعلية مع الذكاء الاصطناعي، حيث يُعتبر النظام عينًا إضافية تُساعد في الكشف، ولكن القرار النهائي يبقى بيد الطبيب.
  • الذكاء الاصطناعي كأداة تعليمية: يُمكن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي كأداة تعليمية تُشير إلى أنماط أو أورام قد لا يكون الطبيب قد رآها من قبل، مما يُثري خبرته.

 

3. مستقبل التشخيص: الخبرة البشرية المُعززة بالآلة

 

يُشبه دمج الذكاء الاصطناعي في الطب إلى استخدام الطيار الآلي في الطائرات. الطيار الآلي يُقلل من عبء العمل ويُزيد من السلامة، ولكنه لا يُلغي دور الطيار أو يُقلل من أهميته. وبالمثل، فإن مستقبل الرعاية الصحية يكمن في الطبيب الذي تُعزز خبرته البشرية، وحدسه، وقدرته على اتخاذ القرارات بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.


خاتمة

إن هذه الدراسات هي بمثابة دعوة للاستيقاظ. فهي تُؤكد أن الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُشكل إضافة قوية للمجال الطبي، شريطة أن نتعامل معه كشريك يُساعد في بناء قدرات الإنسان، لا كأداة تُغنيه عن التفكير.