التهاب المرارة..فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الألم

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

التهاب المرارة: فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الألم

يُعتبر التهاب المرارة، أو ما يُعرف طبيًا بالتهاب المرارة الحاد أو المزمن، حالة مؤلمة تُصيب الجهاز الهضمي، وقد تُسبب انزعاجًا شديدًا وتتطلب التدخل الطبي في بعض الأحيان. هذه الحالة تنجم عن تهيج أو عدوى في المرارة، وهي عضو صغير على شكل كمثرى يقع أسفل الكبد، وتتمثل وظيفته الرئيسية في تخزين وتركيز العصارة الصفراوية التي تُنتجها الكبد، والتي تُساعد على هضم الدهون في الأمعاء الدقيقة. فهم الأسباب وراء هذا الالتهاب يُعد خطوة أولى نحو الوقاية والعلاج الفعال.

الأسباب الرئيسية لالتهاب المرارة

غالبًا ما يرتبط التهاب المرارة بعدة عوامل، يُعد أبرزها وأكثرها شيوعًا ما يلي:

حصوات المرارة (Cholelithiasis): تُعد حصوات المرارة السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب المرارة. هذه الحصوات هي ترسبات صلبة تتكون في المرارة، وغالبًا ما تتشكل من الكوليسترول أو البيليروبين (مادة صفراء تتكون عند تكسير خلايا الدم الحمراء). عندما تُسد إحدى هذه الحصوات القناة المرارية التي تُفرغ العصارة الصفراوية من المرارة، يحدث تراكم للعصارة، مما يُسبب ضغطًا وتهيجًا في جدار المرارة، ويؤدي في النهاية إلى الالتهاب. يُعرف هذا النوع من الالتهاب باسم التهاب المرارة الحصوي.

انسداد القنوات الصفراوية دون حصوات (Acalculous Cholecystitis): في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يحدث التهاب المرارة دون وجود حصوات. يُعرف هذا بالتهاب المرارة اللا حصوي، وهو غالبًا ما يُصيب الأشخاص الذين يُعانون من حالات صحية خطيرة أخرى، مثل الإصابات الشديدة، الحروق الكبيرة، الجراحات الكبرى، العدوى الشديدة، أو المرضى الذين يتلقون التغذية الوريدية لفترات طويلة. في هذه الحالات، يُمكن أن تُؤدي التغييرات في تدفق الدم إلى المرارة، أو العدوى البكتيرية، أو تلف الأوعية الدموية، إلى التهاب المرارة.

الأورام: على الرغم من ندرتها، إلا أن الأورام التي تُصيب المرارة أو القنوات الصفراوية يمكن أن تُسبب انسدادًا يُعيق تدفق العصارة الصفراوية، مما يؤدي إلى تراكمها والتهاب المرارة.

العدوى: في بعض الأحيان، يمكن أن تُؤدي العدوى البكتيرية إلى التهاب المرارة بشكل مباشر، خاصة إذا كانت هناك ظروف تُساعد على ركود العصارة الصفراوية.

مشاكل الأوعية الدموية: أي حالة تُقلل من تدفق الدم إلى المرارة، مثل تصلب الشرايين أو جلطات الدم، يُمكن أن تُؤدي إلى نقص الأكسجين في أنسجة المرارة وتُسبب الالتهاب.

عوامل الخطر

هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المرارة، منها:

الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بحصوات المرارة والتهابها.

العمر: تزداد المخاطر مع التقدم في العمر.

السمنة: تُزيد السمنة من خطر تكون حصوات الكوليسترول.

الوراثة: وجود تاريخ عائلي لحصوات المرارة.

الحمل: التغيرات الهرمونية أثناء الحمل يمكن أن تُؤثر على تكوين العصارة الصفراوية.

فقدان الوزن السريع: يمكن أن يُسبب فقدان الوزن السريع تفكك الدهون بسرعة، مما يزيد من إفراز الكوليسترول في الصفراء.

في الختام، يُعد التهاب المرارة حالة تتطلب التشخيص والعلاج المناسبين. فمعظم الحالات تُعالج بنجاح، خاصة عند التعرف على الأسباب الكامنة وراءها والتعامل معها بفعالية. إذا شعرت بأي أعراض تُشير إلى التهاب المرارة، مثل الألم الشديد في الجزء العلوي الأيمن من البطن، أو الغثيان، أو الحمى، فمن الضروري استشارة الطبيب فورًا.