التعامل مع فتيات 8-12 عامًا : بناء الثقة وتنمية الذات

هام

استمع الي المقالة
0:00

التعامل مع فتيات 8-12 عامًا : رحلة إكتشاف الذات والمشاعر

تمثل المرحلة العمرية بين الثامنة والثانية عشرة عامًا فترة تحولات جذرية في حياة الفتيات. إنها مرحلة دقيقة تتداخل فيها المشاعر الجديدة، وبدايات إكتشاف الذات .

والرغبة المتزايدة في الإستقلال، والفضول الذي لا يهدأ، وتقلبات مزاجية سريعة. قد تجد الفتاة في لحظة تتحدث بمنطق وعقلانية تضاهي الكبار، وفي اللحظة التالية تنهار باكية بسبب أمر يبدو بسيطًا للوهلة الأولى. قد ترد بحدة معلنة “أنا حرة”، ثم بعد دقائق قليلة تبحث عن حضنك قائلة “خائفة”.

يكمن التحدي الحقيقي في فهم طبيعة هذه التغيرات. فالفتاة في هذه المرحلة ليست عنيدة أو مدللة كما قد يظن البعض.

إنها ببساطة تحاول جاهدة أن تجد مكانها في عالم يتغير من حولها بسرعة. لكنها في الغالب لا تستطيع التعبير بوضوح عما يجول في خاطرها، وقد تكون غير قادرة على فهم مشاعرها المتضاربة.

لذلك تبحث بشدة عن شخص يستمع إليها ويفهمها قبل أن يصدر الأحكام عليها.

إذًا، كيف يمكننا التعامل بفعالية مع فتيات هذه المرحلة العمرية الحساسة؟ إليك بعض الخطوات الهامة

1. الإستماع بإنصات حقيقي : إمنحها إنتباهك الكامل عندما تتحدث، حتى لو بدا حديثها بسيطًا أو تافهًا بالنسبة لك. هذا الإصغاء العميق يبني جسورًا من الثقة والأمان بينكما، ويشعرها بقيمة ما تقوله.

2 . مدح السلوكيات الإيجابية : ركز على تعزيز التصرفات الجيدة التي تقوم بها وإمدحها عليها. هذا النهج أكثر فعالية من التركيز الدائم على الأخطاء، فهو يشجعها على تكرار السلوكيات المرغوبة ويعزز ثقتها بنفسها.

3. وضع حدود واضحة ولكن بلطف : تحتاج الفتاة في هذه المرحلة إلى إطار واضح يميز بين الصواب والخطأ. ولكن، يجب أن تُفرض هذه الحدود بحنان وتفهم، بعيدًا عن التخويف أو التوبيخ الجارح الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

4 . تشجيع التعبير عن المشاعر : علمها كيف تعبر عن أحاسيسها بالكلام واللغة الواضحة بدلًا من اللجوء إلى الصراخ أو البكاء كوسيلة وحيدة للتعبير. ساعدها على تسمية مشاعرها وفهم أسبابها.

5. تجنب المقارنات : تذكر دائمًا أن كل فتاة فريدة، وأن وتيرة النمو والتطور تختلف من فتاة لأخرى.

المقارنة بينها وبين أخواتها أو صديقاتها يمكن أن تؤدي إلى شعورها بالنقص وتزعزع ثقتها بنفسها.

خلاصة القول

التعامل مع فتيات 8-12 عامًا .. خلف كل “عناد” أو سلوك يبدو غير مفهوم في هذه المرحلة، هناك طفلة تحاول أن تقول لك: “أنا أتغير… ساعدني على فهم نفسي.” بالصبر والتفهم والدعم، يمكنك أن تكون المرشد الأمين لها في رحلة إكتشاف ذاتها ومشاعرها في هذه المرحلة الهامة من حياتها.