الإفراط في استخدام الديرما بن للوجه..عندما ينقلب “الجمال” إلى ضرر!

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

الإفراط في استخدام الديرما بن للوجه: عندما ينقلب “الجمال” إلى ضرر!

اكتسبت تقنية الديرما بن (DermaPen)، أو الوخز بالإبر الدقيقة (Microneedling)، شعبية هائلة في عالم العناية بالبشرة، وذلك لقدرتها على تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، مما يُحسن من مظهر الندوب، الخطوط الدقيقة، التصبغات، ويُضفي على البشرة نضارة وإشراقًا. ورغم فوائدها المذهلة عند استخدامها بشكل صحيح، إلا أن الإفراط في استخدام الديرما بن للوجه يُمكن أن يُسبب أضرارًا جسيمة ويُلحق ضررًا أكبر بالبشرة بدلًا من تحسينها. فالمقولة “كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده” تنطبق تمامًا على هذه التقنية الدقيقة.

أول وأخطر الأضرار الناتجة عن الإفراط في استخدام الديرما بن هو تلف حاجز البشرة الواقي. تُصمم الإبر الدقيقة لإحداث جروح مجهرية لتدفع البشرة لتجديد نفسها. ولكن عند تكرار هذه العملية بشكل مفرط أو بعمق زائد، لا تُعطى البشرة الوقت الكافي للتعافي وإصلاح حاجزها الطبيعي. يُصبح هذا الحاجز الضعيف عرضة للعدوى البكتيرية، الالتهابات، والجفاف الشديد، مما يُؤدي إلى بشرة حساسة، حمراء، ومتهيجة باستمرار.

يُمكن أن يُسبب الإفراط أيضًا زيادة التصبغات بعد الالتهاب (Post-Inflammatory Hyperpigmentation – PIH)، خاصةً لدى أصحاب البشرة الداكنة أو المعرضين للتصبغات. فالتحفيز المفرط للبشرة، والالتهاب المستمر الناتج عن الوخز المتكرر، يُمكن أن يُحفز خلايا الميلانين على إنتاج صبغة إضافية، مما يُؤدي إلى ظهور بقع داكنة جديدة أو تفاقم الموجودة، وهذا يُناقض تمامًا الهدف من استخدام الديرما بن في الأساس.

علاوة على ذلك، يُمكن أن يُؤدي الوخز المتكرر أو العميق بشكل مفرط إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة وشعيرات الدم تحت الجلد. هذا يُمكن أن يُسبب ظهور كدمات، احمرار مستمر، أو حتى توسع الأوعية الدموية (Telangiectasias)، مما يُجعل البشرة تبدو أكثر حساسية وعرضة للاحمرار.

وفي بعض الحالات، يُمكن أن تُؤدي الإبر المتسخة أو الاستخدام غير الصحيح إلى العدوى البكتيرية أو الفيروسية. عندما يُتلف حاجز البشرة، تُصبح عرضة لدخول البكتيريا والفيروسات، مما يُسبب التهابات قد تكون خطيرة وتتطلب علاجًا طبيًا.

أخيرًا، بدلًا من تحفيز الكولاجين بشكل صحي، قد يُؤدي الإفراط إلى تكوين نسيج ندبي غير مرغوب فيه. إذا كانت البشرة لا تحصل على فرصة للتعافي، فقد تُنتج كولاجينًا غير منظم، مما يُؤدي إلى مظهر غير متساوٍ للبشرة أو حتى ندوب ضامرة أو متضخمة في بعض الحالات النادرة.

لضمان الحصول على أفضل النتائج وتجنب الأضرار، يجب استخدام الديرما بن بحذر شديد، ووفقًا لتوصيات المختصين. يُنصح دائمًا باستشارة أخصائي جلدية لتحديد ما إذا كانت الديرما بن مناسبة لبشرتكِ، والتعرف على عدد الجلسات الموصى بها، والعمق المناسب للإبر، وفترة التعافي بين الجلسات (عادةً ما تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع على الأقل). الجمال الحقيقي يكمن في العناية الواعية والصبر، وليس في الإفراط والاندفاع.