إستقبال شهر رجب: الأيام البيض وفضل الصيام

إستعد لإستقبال شهر رجب: دليل عملي لصيام الأيام البيض

سنة نبوية وفوائد عظيمة

يبدأ غداً، يوم الاثنين، شهر رجب المُكرم، أحد الأشهر الحرم الأربعة التي حرم الله فيها القتال، وأمر بالتقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة. ومن أبرز هذه الطاعات صيام الأيام البيض التي تقع في وسط كل شهر هجري، والتي وردت أحاديث شريفة تحث عليها.

الأيام البيض: ماهيتها وفضلها

الأيام البيض هي الأيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري، وقد سميت بذلك لبياض قمرها في الليل، وبياض شمسها في النهار. وهي من أفضل الأيام التي يستحب فيها الصيام، لما لها من فضل عظيم وأجر كبير عند الله تعالى.

وقد روى النبي صلى الله عليه وسلم في فضل صيام الأيام البيض أحاديث كثيرة منها:

• حديث جرير بن عبد الله: قال: “صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاثة عشر وأربع عشرة وخمس عشرة”. رواه النسائي.
• حديث أبي ذر الغفاري: قال: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام بيض: ثلاث عشرة، أربع عشرة، خمس عشرة، وقال: هي كصوم الدهر”.

حرمة القتال في شهر رجب

• شهر رجب من الأشهر الحرم الأربعة التي حرم الله فيها القتال، وذلك لتعظيم شعائر الله، وتشجيع الناس على التقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة. وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الآيات والأحاديث التي تؤكد حرمة القتال في هذه الأشهر.

قال الله تعالى: ﴿ وَالْحَرَمُ الْمُحَرَّمُ زِيَادَةٌ فِي الْإِجْرَامِ لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [التوبة: 36].

الأيام البيض في سياق الأشهر الحرم

تكتسب الأيام البيض أهمية خاصة عندما تقع في شهر رجب، أحد الأشهر الحرم. فالصيام في هذا الشهر فضيلة عظيمة، وصيام الأيام البيض فيه يضاعف الأجر والثواب.

الأعمال الصالحة المستحبة في الأيام البيض

بالإضافة إلى الصيام، هناك العديد من الأعمال الصالحة الأخرى التي يستحب القيام بها في الأيام البيض، مثل:

• كثرة الإستغفار والتوبة: فالأيام البيض فرص ذهبية للتوبة والإستغفار من الذنوب والمعاصي.
• زيادة العبادات: كقراءة القرآن، والدعاء، والذكر، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
• الإحسان إلى الآخرين: كإطعام الطعام، ومساعدة المحتاجين، وصلة الأرحام.

الخلاصة

إن صيام الأيام البيض في شهر رجب فرصة عظيمة وسنة نبوية وفوائد عظيمة للتقرّب إلى الله تعالى، والعمل الصالح، والإجتهاد في الطاعات. فالله تعالى يحب العباد الذين يجتهدون في طاعته، ويبذلون قصارى جهدهم في التقرب إليه.