أكثر أهل النار النساء : نظرة في الحديث وتوضيح معانيه

إسلاميات

استمع الي المقالة
0:00

أثار سؤال “لماذا أكثر أهل النار النساء ؟” جدلاً واسعًا، خاصة بعد تداوله في برنامج “نور الدين والدنيا” للشيخ علي جمعة. لفهم هذا الموضوع بشكل صحيح، يجب الرجوع إلى الأحاديث النبوية وتفسيرها بشكل سليم.
الأحاديث النبوية .

وردت عدة أحاديث تشير إلى أن النساء أكثر أهل النار، منها

حديث إبن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ”، قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: “يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ”.

حديث آخر : “يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الإستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار”.

تفسير الأحاديث

يجب فهم هذه الأحاديث في سياقها الصحيح، وعدم أخذها بشكل مطلق.

يشير الحديث إلى أن النساء قد يكن أكثر عرضة لبعض الصفات التي قد تؤدي إلى دخول النار، مثل كفران العشير (الزوج) وعدم شكر الإحسان.

هذا لا يعني أن جميع النساء سيدخلن النار، بل هو تحذير وتنبيه لهن لتجنب هذه الصفات.

أوضح الشيخ علي جمعة أن المرأة التى قال عنها أكثر أهل النار لم تأخذ فرصة التعليم ولا العمل ولا عمارة الدنيا، ومن هنا كانت تشتغل بهذه الصفات السيئة لتقضى وقتها، وكانوا يغارون من بعضهم غيرة تصل لحد القتل.

وقد أوضح العلماء أن هذا الحديث لا يعني أن النساء أكثر أهل النار في كل زمان ومكان، بل هو وصف لحال بعض النساء في بعض الأزمان.

كما أن هناك أحاديث أخرى تشير إلى أن النساء قد يكن أكثر أهل الجنة، إذا اتقين الله وأطعن أزواجهن.

الخلاصة

المسألة ليست مسألة تفضيل جنس على آخر، بل هي دعوة للجميع، رجالًا ونساءً، للتمسك بالأخلاق الحميدة وتجنب الصفات السيئة.

يجب على النساء أن يجتهدن في طاعة الله ورسوله، وأداء حقوق أزواجهن، وشكر الإحسان، وتجنب كفران العشير.

يجب على الرجال أن يعاملوا النساء بالحسنى، وأن يكونوا رحماء بهن، وأن يساعدوهن على طاعة الله.

كما يجب التوضيح أن الجنة والنار هما من ثواب وعقاب الله، وأن مصير الإنسان يتحدد بأعماله، وليس بجنسه.

في النهاية، يجب علينا جميعًا أن نسعى جاهدين للتقرب إلى الله، والعمل الصالح، وتجنب المعاصي، حتى نكون من أهل الجنة.