أعراض اكتئاب الشتاء .. ما هي عوامل الخطر ؟

الصحة والجمال, لايت نيوز, هام

0:00

أعراض اكتئاب الشتاء .. يُعرّف الاضطراب العاطفي الموسمي (بالإنجليزية: Seasonal Affective Disorder) بأنه أحد أنواع الاكتئاب المرتبط بتغير الفصول، ويُعرف أيضاً باكتئاب الشتاء لأنّ أعراضه تكون أكثر وضوحاً وشدةً خلال فصل الشتاء؛ حيث تبدأ أعراضه بالظهور أواخر فصل الخريف ومع بداية موسم الشتاء وينتهي بحلول فصلي الربيع والصيف، ولكن هذا لا ينفي أنّ الاضطراب العاطفي الموسمي قد يحدث خلال فصل الصيف، ولكنه أقل شيوعاً خلال الصيف مقارنةٍ بالشتاء، وتنبغي الإشارة إلى أنّ أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي تظهر في الوقت ذاته من كل عام؛ أيّ تحدث بشكلٍ نمطيٍّ متكرر، وعلى الرغم من أنّ السبب الفعلي الكامن وراء ظهور الاضطراب العاطفي الموسمي غير واضحٍ تماماً إلى الآن، إلاّ أنّه مرتبطٌ على الأغلب بقلّة التعرض لأشعة الشمس خلال فترة النهار من أيام فصل الشتاء والخريف والتي تمتاز بأنّها قصيرة؛ حيث يُعتقد أنّ لذلك تأثيرٌ في قدرة منطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) الموجودة في الدماغ على أداء وظائفها على النحو الصحيح والذي ينعكس على النحو الآتي:

Volume 0%   زيادة إنتاج الميلاتونين: (بالإنجليزية: Melatonin)، وهو ناقل عصبي مسؤول عن الشعور بالنعاس، وقد وجد أنّ مستوياته يُمكن أن تكون أعلى من الطبيعيى لدى المُصاب بالاضطراب العاطفيى الموسمي.

انخفاض انتاج السيروتونين: (بالإنجليزية: Serotonin)، إذ قد تؤدي قلة التعرض لأشعة الشمس إلى انخفاض مستويات السيروتونين المعروف بين الناس بهرمون السعادة والمسؤول عن تنظيم الشهية والنوم والتحكم بالمزاج العام، مما يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب.

تعطُّل في الساعة البيولوجية في الجسم: فجسم الإنسان يحتاج أشعة الشمس لتوقيت العديد من الوظائف المهمة في الجسم؛ كمواعيد الاستيقاظ من النوم، ولكن قلة التعرض لأشعة الشمس خلال فصل الشتاء يُمكن أن تؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية، وبالتالي ظهور أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي.

ووفقاً لدراسةٍ نُشرت في مجلة (Acta Psychiatrica Scandinavica) في شهر مارس من سنة 2000 م فقد وُجد أنّ أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي تصل ذروتها خلال فصل الشتاء، كما قد وُجد أنّ التغيرات الموسمية أيضاً لها دور في تفاقم أو تحسّن أعراض أمراضٍ واضطراباتٍ نفسية أخرى مثل مرض النُهام العُصابِي (بالإنجليزية: Bulimia nervosa) واضطرابات القلق وبالعودة للحديث عن الاضطراب العاطفي الموسمي فإنّه من الممكن علاجه بالعديد من الطُرق الفعَّالة من بينها العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressant)، والعلاج الضوئي، والعلاج النفسي، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ كل نوعٍ من هذه العلاجات يُمكن أن يُستخدم وحده أو بالتزامن مع نوعٍ آخر منها، على الرغم من أنّ أعراضه غالباً ما تتحسن من تلقاء نفسها بانتهاء الموسم، إلاّ أنها قد تتحسن بشكلٍ أسرع باستخدام إحدى طرق العلاج الفعّالة المذكورة سابقاً.

أعراض اكتئاب الشتاء

تتراوح شدة أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي بين الخفيفة والشديدة، ووفقاً لذلك فإنّها تنعكس على قدرة المُصاب على ممارسة حياته اليومية بشكلٍ طبيعي؛ فالأعراض الخفيفة يكون تأثيرها في حياته اليومية بسيطاً، في المقابل يكون للأعراض الأكثر شدة تأثيرٌ أكبر، وبشكلٍ عام فإن أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي مشابهةٌ لأعراض أنواع الاكتئاب الأخرى، ولكن ما يُميز الاضطراب العاطفي الموسمي أنّ أعراضه تظهر خلال فترةٍ زمنيةٍ محددة من السنة وغالباً فصل الشتاء وليس على مدار السنة كلها، ويُمكن بيان هذه الأعراض على النحو الآتي:

الأعراض العامة للاكتئاب:

الشعور بالكآبة في معظم الوقت خلال اليوم، وبشكلٍ شبه يومي.

فقدان الأمل وتهميش الذات.

وجود صعوبة في التركيز.

تغيّراتٌ مرتبطة بالوزن والشهية.

انخفاض طاقة الجسم.

فقدان الإهتمام بالأنشطة المفضلة.

اضطرابات النوم.

الشعور بالهيجان أو الخمول.

التفكير المستمر بالموت أو الانتحار.

أعراض الاضطراب العاطفي خلال فصل الشتاء:

زيادة الوزن.

الإفراط في تناول الطعام.

الإفرط في النوم.

انخفاض في طاقة الجسم.

الانسحاب من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة.

الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.

الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب

في البداية، نؤكد على أهمية مراجعة الطبيب المختص في حال المعاناة من أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي حتى يتأكد الطبيب من أنّ هذه الأعراض تُعزى فعلياً له وليس لحالةٍ مرضيةٍ أُخرى؛ كهبوط السّكر في الدم، أو قصور الغدة الدرقية، أو بعض أنواع العدوى الفيروسية مثل كَثْرَةُ الوَحيدات العدائية (بالإنجليزية: Infectious mononucleosis)، وبذلك يُمكن تجنُّب التشخيص الخاطئ للاضطراب العاطفي الموسمي، وينبغي كذلك التأكيد على أهمية مراجعة الطبيب على الفور في حال كانت أعراض الاكتئاب شديدة أو في حال التفكير بالانتحار، ولحسن الحظ فإنّه من الممكن السيطرة على الاضطراب العاطفي الموسمي وأعراضه من خلال تلقي العلاج الصحيح.

عوامل الخطر لاكتئاب الشتاء

يُمكن لأي فرد أن يُصاب بالاضطراب العاطفي الموسمي، ولكن توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به لدى بعض الفئات دون غيرها، وفيما يأتي بيانٌ لأبرز هذه العوامل:

العمر: حيث يُعدّ الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18-30 سنة أكثر عُرضةٍ للإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي من البالغين الأكبر سناً، إذا يُرجح أنّ نسبة حدوثه تقل مع التقدّم في السن.

النوع: حيث يُعد الاضطراب العاطفي الموسمي أكثر شيوعاً لدى النساء مقارنةً بالرجال، ولكن أعراضه تكون أكثر شدةً لدى الرجال.

التاريخ العائلي: إذ يزيد خطر الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي في حال كان للفرد أقاربٌ مُصابون به أو بأي نوع آخر من أنواع الاكتئاب.

مكان الإقامة: فقد وُجد أن الاضطراب العاطفي الموسمي أكثر شيوعاً لدى الأفراد الذين يعيشون في أقصى الشمال أو الجنوب من خط الاستواء، ويُعزى ذلك إلى انخفاض ضوء الشمس خلال فصل الشتاء، إضافة إلى أنّ النهار يكون أطول خلال الصيف.

الإصابة بالاكتئاب أو مرض ثنائي القطب: إذ تزداد أعراض الاضطراب العاطفي سوءاً مع تغيّر الفصول لدى الأشخاص المُصابين أصلاً بالاكتئاب أو ثنائي القطب.

نصائح للوقاية من اكتئاب الشتاء

توجد عدة إرشادات ونصائح يُمكن اتباعها لمنع الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي مجدداً، وفيما يأتي بيانٌ لأبرز هذه النصائح:

قضاء بعض الوقت في التنزه خارج المنزل يومياً خلال ساعات النهار حتى لو كان الجو غائماً.

ممارسة التمارين الرياضية ثلاث مرات أسبوعياً ولمدة نصف ساعة في كل مرة على الأقل.

تناول غذاءٍ صحيًّ ومتوازن يحتوي على المعادن والفيتامينات المهمة التي تزوّد الجسم بالطاقة اللازمة.

الحرص على الاندماج بالأنشطة الاجتماعية المختلفة والتواصل مع الآخرين؛ فقد يُوفّر ذلك دعماً نفسياً كبيراً خلال فترة ظهور أعراض الاكتئاب.

محاولة استشارة أخصائي نفسي في حال كانت الأعراض شديدة أو مستمرة حتى بعد أخذ العلاج.

الاستعانة بصندوق الإضاءة في بداية الخريف وقبل بدء أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي بالظهور؛ إذ يُحاكي هذا الصندوق أشعة الشمس في مبدأ عمله؛ حيث يُثبّط التعرض لإضاءة الصندوق لمدة ثلاثين دقيقة إفراز الجسم الميلاتونين ويُنظم الساعة البيولوجية للجسم، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّه قد وجد أن أفضل وقتٍ لاستخدام هذا الصندوق هو في الصباح الباكر بعد الاستيقاظ من النوم، ومن الجدير بالذكر أنّ الإضاءة المنبعثة من الصندوق تمتاز بكونها أكثر سطوعاً من مصابيح الإضاءة العادية وتتوفر بأطوال موجية مختلفة.