أطعمة تُعيق امتصاص الكالسيوم في الجسم
يُعدّ الكالسيوم من المعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم لبناء وتقوية العظام والأسنان، بالإضافة إلى دوره في وظائف حيوية أخرى مثل تقلص العضلات ونقل الإشارات العصبية. وعلى الرغم من أهمية الحصول على كمية كافية من الكالسيوم، إلا أن بعض الأطعمة قد تحتوي على مركبات تُعيق امتصاصه بشكل فعال، مما يُقلل من الفائدة المرجوة من الأطعمة الغنية به. فهم هذه الأطعمة يُساعد على تحقيق أقصى استفادة من الكالسيوم المستهلك.
أطعمة تُعيق امتصاص الكالسيوم:
تُعتبر الأطعمة الغنية بحمض الأوكساليك (Oxalic Acid) من أبرز الموانع لامتصاص الكالسيوم. يرتبط حمض الأوكساليك بالكالسيوم في الأمعاء مكونًا مركبًا غير قابل للذوبان يُعرف بأوكسالات الكالسيوم، والذي لا يستطيع الجسم امتصاصه. من أبرز الأطعمة الغنية بهذا الحمض السبانخ، اللفت، الراوند، والبنجر. على الرغم من أن هذه الأطعمة غنية بالعديد من الفيتامينات والمعادن الأخرى، إلا أنه يُنصح بتناولها باعتدال، وعدم الاعتماد عليها كمصدر أساسي للكالسيوم. على سبيل المثال، على الرغم من أن السبانخ تحتوي على كمية جيدة من الكالسيوم، فإن حمض الأوكساليك الموجود فيها يُقلل بشكل كبير من امتصاص الجسم لهذا الكالسيوم.
ثانيًا، الأطعمة الغنية بحمض الفيتيك (Phytic Acid) أو الفيتات. يتواجد هذا الحمض في الحبوب الكاملة، البقوليات، والمكسرات. مثل الأوكسالات، يرتبط حمض الفيتيك بالمعادن مثل الكالسيوم والحديد والزنك ويُعيق امتصاصها. يُعتبر نخالة القمح، على سبيل المثال، من المصادر الغنية بالفيتات، ولذلك قد يُعيق تناولها مع الأطعمة الغنية بالكالسيوم من امتصاصه. ومع ذلك، يمكن تقليل محتوى الفيتات في هذه الأطعمة من خلال طرق الطهي المختلفة مثل النقع، الإنبات، أو التخمير، مما يُحسن من امتصاص المعادن.
ثالثًا، الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم. تُزيد الأطعمة المالحة من إفراز الكالسيوم عبر البول. فعندما يرتفع مستوى الصوديوم في الجسم، يحاول الجسم التخلص منه، وفي هذه العملية يطرد الكالسيوم معه. لذا، فإن الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة، الوجبات السريعة، والوجبات الجاهزة التي غالبًا ما تكون غنية بالملح، يُمكن أن يؤثر سلبًا على توازن الكالسيوم في الجسم.
أخيرًا، الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من البروتين الحيواني. تشير بعض الدراسات إلى أن تناول كميات مفرطة من البروتين، وخاصة من المصادر الحيوانية، قد يُزيد من حموضة الدم، مما يدفع الجسم إلى استخدام الكالسيوم من العظام لمعادلة هذه الحموضة، وبالتالي يُزيد من إفرازه في البول. على الرغم من أن البروتين مهم لصحة العظام، إلا أن الاعتدال في استهلاكه يُعدّ أمرًا ضروريًا للحفاظ على توازن الكالسيوم.