أضرار العصائر المعلبة على الأطفال .. خطر خفي

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

أضرار العصائر المعلبة على الأطفال: خطر خفي في عبوات ملونة

تُعد العصائر المعلبة من أكثر المنتجات استهلاكاً بين الأطفال، حيث تلجأ إليها الأمهات كبديل سريع وسهل للمشروبات الغازية أو حتى كجزء من وجبة المدرسة اليومية. ورغم الصور البراقة للفواكه التي تزين أغلفة هذه العبوات، إلا أن الحقيقة العلمية تؤكد أن هذه المشروبات تفتقر إلى الفوائد الغذائية وتحمل في طياتها مخاطر صحية جسيمة قد تؤثر على نمو الطفل وسلامته البدنية على المدى الطويل.

1. القنبلة السكرية والسمنة المفرطة

تحتوي العبوات الصغيرة من العصائر المعلبة على كميات هائلة من السكر المضاف أو “شراب الذرة عالي الفركتوز”. في كثير من الأحيان، تعادل كمية السكر في عبوة واحدة ما يوجد في زجاجة مياه غازية. هذا الاستهلاك المفرط للسكر يؤدي إلى زيادة مفاجئة في مستويات الأنسولين، مما يتسبب في تخزين الدهون وزيادة خطر إصابة الأطفال بالسمنة المفرطة في سن مبكرة، وهي بوابة لأمراض أخرى مثل السكري من النوع الثاني.

2. تدمير صحة الأسنان

الأسنان اللبنية للأطفال أكثر رقة وحساسية من أسنان البالغين. العصائر المعلبة تجمع بين “السكر” و”الأحماض”، وهذا المزيج يعمل على تآكل طبقة المينا وحفر الثقوب في الأسنان. بقاء السكر على أسنان الطفل لفترات طويلة، خاصة عند الشرب ببطء من “الشفاطة”، يؤدي إلى تسوس الأسنان المبكر والتهابات اللثة.

3. الافتقار للألياف وفقدان القيمة الغذائية

الفرق الجوهري بين الفاكهة الكاملة والعصير المعلب هو الألياف. أثناء تصنيع العصائر، يتم استخلاص السوائل وفلترة الألياف التي تبطئ امتصاص السكر وتساعد في عملية الهضم. بالإضافة إلى ذلك، فإن عمليات التعقيم بالحرارة العالية (البسترة) تفقد العصير معظم الفيتامينات الطبيعية، مما يجعل الطفل يستهلك “سعرات حرارية فارغة” لا تساهم في نموه الصحي.


4. الاضطرابات الهضمية وسد الشهية

يؤدي استهلاك العصائر المعلبة بكثرة إلى إصابة الأطفال بالإسهال المزمن أو الانتفاخ بسبب عدم قدرة أمعائهم الصغيرة على معالجة أنواع معينة من السكريات الاصطناعية (مثل السوربيتول). علاوة على ذلك، فإن تناول هذه العصائر قبل الوجبات الأساسية يشعر الطفل بالشبع الوهمي، مما يجعله يرفض تناول الطعام الصحي والمفيد، وهو ما قد يؤدي إلى سوء تغذية أو فقر دم (أنيميا).

5. المواد الحافظة والألوان الاصطناعية

تعتمد الشركات على الألوان والنكهات الاصطناعية لجعل المنتج جذاباً، وقد ربطت بعض الدراسات بين هذه المواد وبين زيادة فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) لدى الأطفال، بالإضافة إلى احتمالية تسببها في حساسية الصدر أو الجلد لبعض الفئات الحساسة.

البديل الأمثل دائماً هو تقديم الفاكهة الطازجة للطفل في صورتها الكاملة، أو تحضير العصير المنزلي بدون إضافة سكر وتقديمه فوراً. إن تعويد الطفل على شرب الماء والحليب هو الاستثمار الأفضل في صحته المستقبلية.