أسباب الإصابة بالسكتة الدماغية في عمر الشباب ونصائح للوقاية

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

أسباب الإصابة بالسكتة الدماغية في عمر الشباب ونصائح للوقاية

لطالما ارتبطت السكتة الدماغية (الجلطة الدماغية) بالتقدم في العمر، لكن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعاً مقلقاً في حالات الإصابة بها بين الفئة الشابة، أي من هم في العشرينات والثلاثينات والأربعينات من العمر. هذا التحول يدق ناقوس الخطر ويجعل فهم الأسباب الكامنة خلف هذه الظاهرة أمراً بالغ الأهمية لوضع استراتيجيات وقائية فعالة.

أسباب السكتة الدماغية غير التقليدية لدى الشباب

تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع أو ينخفض تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يحرم خلايا الدماغ من الأكسجين والمواد الغذائية ويبدأ في قتلها. ورغم أن عوامل الخطر الكلاسيكية (مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري) لا تزال موجودة، فإن الشباب قد يعانون من مسببات فريدة أو عوامل تظهر لديهم في سن مبكرة وبشكل أكثر حدة:

  • الأسباب المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية:

    • الثقبة البيضوية المفتوحة (PFO): وهي فتحة صغيرة في القلب لا تنغلق بعد الولادة، وتوجد لدى حوالي 25% من الأشخاص. في حالات نادرة، يمكن أن تسمح هذه الفتحة لجلطة دموية صغيرة بالانتقال من الجانب الأيمن إلى الأيسر من القلب ومن ثم إلى الدماغ، مما يسبب سكتة دماغية إقفارية.

    • عيوب القلب الخلقية واضطرابات النظم القلبي: مثل الرجفان الأذيني، الذي يمكن أن يحدث في سن الشباب ويزيد من خطر تكون الجلطات.

  • اضطرابات التخثر الوراثية والمكتسبة: قد يولد بعض الشباب باضطرابات تجعل دمهم أكثر عرضة للتجلط (حالات فرط التخثر)، مما يزيد بشكل كبير من خطر انسداد الأوعية الدموية في الدماغ.

  • التشوهات الوعائية الدماغية: مثل تمدد الأوعية الدموية (Aneurysms) أو التشوهات الشريانية الوريدية (AVMs)، والتي قد تتمزق وتؤدي إلى سكتة دماغية نزفية، وهي أكثر شيوعاً في حالات السكتات الدماغية لدى الشباب.

  • التسلخ الشرياني (Arterial Dissection): وهو تمزق في طبقة من جدار الشريان المغذي للدماغ (عادةً الشريان السباتي أو الفقري). يمكن أن يحدث هذا التمزق نتيجة لإصابة طفيفة في الرقبة أو الرأس، أو حتى بسبب حركات عنيفة مفاجئة، ويعد سبباً شائعاً للسكتة الدماغية الإقفارية لدى الشباب الأصحاء.

⚠️ عوامل الخطر النمطية المرتبطة بنمط الحياة

تساهم خيارات نمط الحياة الحديثة بشكل كبير في تزايد حالات السكتة الدماغية بين الشباب، حيث تعمل كوقود لعوامل الخطر الكلاسيكية في سن مبكر:

  • ارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول: أصبحت هذه الحالات المزمنة شائعة بشكل متزايد في سن الشباب بسبب النظام الغذائي غير الصحي، الذي يعتمد على الأطعمة المصنعة والدهون والأملاح، وقلة النشاط البدني التي تؤدي إلى السمنة.

  • التدخين واستخدام المخدرات: يُعد التدخين (بما في ذلك السجائر التقليدية والإلكترونية) من أهم العوامل التي تزيد من لزوجة الدم وتضيق الشرايين، مما يضاعف خطر السكتة الدماغية. كما أن تعاطي المخدرات الترويحية، خاصة الكوكايين والميثامفيتامين، يمكن أن يسبب تشنجاً مفاجئاً للشرايين المؤدية للدماغ.

  • الحمل واستخدام موانع الحمل الفموية: تزيد حبوب منع الحمل التي تحتوي على مستويات عالية من الإستروجين من خطر التجلط، خاصة لدى النساء المدخنات أو المصابات بالصداع النصفي المصحوب بـ “أورة” (Aura).


✅ نصائح للوقاية من السكتة الدماغية في سن مبكر

الوقاية هي خط الدفاع الأول، خاصة للشباب الذين يملكون القدرة على تغيير مسار حياتهم الصحية:

  1. المراقبة الصحية المنتظمة:

    • قياس الضغط والسكر والكوليسترول: يجب على الشباب إجراء فحوصات دورية لضغط الدم ومستويات السكر والدهون، والعمل على السيطرة عليها مبكراً من خلال تعديل نمط الحياة أو الأدوية إذا لزم الأمر.

    • فحص القلب: في حالة وجود تاريخ عائلي للسكتات الدماغية المبكرة أو وجود أعراض مثل خفقان القلب، يجب استشارة الطبيب لإجراء فحص للقلب، بما في ذلك البحث عن الثقبة البيضوية المفتوحة (PFO).

  2. اعتماد نمط حياة صحي:

    • التغذية السليمة: التركيز على نظام غذائي غني بالفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون. تقليل تناول الصوديوم والدهون المشبعة والسكر.

    • النشاط البدني: ممارسة الرياضة بانتظام، بمعدل لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين الهوائية متوسطة الشدة أسبوعياً، للمساعدة في التحكم في الوزن والضغط والكوليسترول.

  3. تجنب السلوكيات الخطرة:

    • الإقلاع عن التدخين تماماً: هذه هي الخطوة الأهم للحد من الخطر. يجب تجنب جميع أشكال التبغ والتدخين السلبي.

    • الابتعاد عن المخدرات والكحول: يجب الامتناع عن تعاطي المخدرات والإفراط في شرب الكحول، حيث كلاهما يؤثر سلبًا على صحة الأوعية الدموية.

  4. إدارة الإجهاد والنوم:

    • التحكم في التوتر: التوتر المزمن يمكن أن يرفع ضغط الدم. يُنصح بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا أو التأمل والحصول على قسط كافٍ من النوم (7-8 ساعات يومياً) لتقليل الإجهاد البدني والعقلي على الجسم.

إن إدراك أن السكتة الدماغية ليست حكراً على كبار السن، والعمل بجد على إدارة عوامل الخطر في مرحلة الشباب، يمكن أن يساهم بشكل كبير في حماية صحة الدماغ وتحقيق حياة طويلة وصحية.