هل الصيام بعد النصف من شعبان خطأ؟
شهر شعبان هو شهر عظيم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر فيه من الصيام، كما ورد في الحديث: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: ما يريد أن يفطر، ويفطر حتى نقول: ما يريد أن يصوم”.
ولكن، هل هناك نهي عن الصيام بعد النصف من شعبان؟
آراء العلماء
اختلف العلماء في حكم الصيام بعد النصف من شعبان، ويمكن تلخيص آرائهم على النحو التالي:
الرأي الأول: يرى بعض العلماء أنه لا يجوز الصيام إلا لمن كان له عادة بالصيام، كمن يصوم الاثنين والخميس، أو من كان عليه قضاء من رمضان السابق. واستدلوا بحديث: “إذا انتصف شعبان فلا تصوموا”.
الرأي الثاني: يرى جمهور العلماء أنه يجوز الصيام ، ولا يوجد نهي صحيح عنه، والحديث المذكور ضعيف أو مؤول. وقالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله أو أكثره، ولا فرق بين أوله وآخره.
الرأي الثالث: يرى بعض العلماء أنه يكره الصيام ، إلا لمن كان له عادة بالصيام، أو كان عليه قضاء، أو كان يصوم تطوعًا قبل النصف.
الراجح
الراجح من أقوال العلماء هو جواز الصيام، ولا يوجد نهي صحيح عنه، والأحاديث التي استدل بها أصحاب الرأي الأول ضعيفة أو مؤولة.
الخلاصة
يجوز للمسلم أن يصوم، ولا حرج في ذلك، سواء كان له عادة بالصيام أم لا، إلا إذا كان الصيام بنية استقبال رمضان، فهذا مكروه.
نصيحة
الأفضل للمسلم أن يكثر من الصيام في شعبان، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لا ينبغي له أن يترك الصيام بعد النصف من شعبان خوفًا من الوقوع في النهي، ما دام أنه يصوم بنية التطوع أو القضاء، لا بنية استقبال رمضان.