تلوث صامت: مُعطرات الجو وعواقبها الصحية غير المرئية على الجهاز التنفسي للأطفال
بمناسبة اليوم العالمي للرئة، يجب تسليط الضوء على مُهدد صامت يتواجد في أغلب المنازل: مُعطرات الجو. رغم أنها تُحسن الرائحة، إلا أن هذه المُنتجات تُطلق مواد كيميائية خطيرة، لا سيما المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) والفثالات، والتي تُشكل خطرًا مُضاعفًا على صحة الجهاز التنفسي والجهاز العصبي النامي للأطفال.
1. 5 أضرار غير متوقعة وتفسيرها الكيميائي
يُعد الأطفال أكثر عُرضة للتأثر بالملوثات الداخلية لأنهم يتنفسون كمية أكبر من الهواء مُقارنة بأوزانهم، وتكون أجهزتهم التنفسية في طور النمو.
- تهيج الجهاز التنفسي والربو: تُطلق المركبات العضوية المتطايرة (مثل الليمونين والألدهيدات) عند تحللها في الهواء مادة الفورمالديهايد السامة، وهي مُهيج قوي يُمكن أن يُسبب نوبات الربو والسعال المُزمن والصفير، حتى لدى الأطفال الذين لم يُشخصوا بالربو مُسبقًا.
- اضطراب الغدد الصماء (الهرمونات): تحتوي العديد من المُعطرات على مواد كيميائية مثل الفثالات، التي تُعرف بأنها مُعطلة للهرمونات (Endocrine Disruptors). هذا التعطيل يُمكن أن يُؤثر على النمو العصبي والجنسي للطفل على المدى الطويل.
- الحساسية المُفرطة والطفح الجلدي: تُستخدم العطور الاصطناعية بكثرة في هذه المُعطرات، وهي تُعد من أقوى مُسببات الحساسية. لا يقتصر الضرر على التنفس، بل يُمكن أن تُؤدي إلى حساسية الجلد والتهاب الجلد التماسي.
- التأثير العصبي: بعض المواد الكيميائية الموجودة في المُعطرات، مثل البنزين (Benzene)، قد تُؤدي إلى أعراض عصبية قصيرة المدى مثل الصداع والدوار لدى الأطفال الأكثر حساسية، وتُشير بعض الدراسات إلى ارتباطها بمشاكل في التركيز.
- تراكم التلوث الداخلي: تُزيد المُعطرات من كثافة الجسيمات الدقيقة في الهواء الداخلي. هذه الجسيمات يُمكن أن تخترق عمق الرئتين، مما يُضعف كفاءة الجهاز التنفسي لدى الطفل.
2. بدائل علمية أكثر أمانًا
بدلاً من استخدام المُعطرات الكيميائية، يُوصي خبراء صحة الرئة بالتركيز على تهوية المنزل بفتح النوافذ بانتظام، أو استخدام الزيوت العطرية الطبيعية 100% في موزعات (Diffusers) تعمل بالماء، مع الحذر من الإفراط في استخدامها.
خاتمة
للحفاظ على “رئة ذهبية” لأطفالنا، يجب علينا مُحاربة التلوث الصامت داخل المنزل. الوعي بمخاطر المركبات الكيميائية هو خطوة أساسية نحو بيئة تنفس أكثر أمانًا.
