الصيام يسبب التقلبات المزاجية .. ما السبب ؟
ووفقًا لموقع «Gulf News» فإن الأطباء وأخصائيي التغذية يعتقدون أن مكونات وجبة الإفطار والسحور تلعب دورًا في تقلب مزاج الشخص، أي أن هناك رابط واضح بين نوع الطعام الذي يتناوله الشخص وما يؤدي له من إحدى أنواع الحالات العقلية خلال فترة الصيام.
الصيام يسبب التقلبات المزاجية
يقول الدكتور «منصور علام» استشاري طب الأسرة والصحة المهنية، إن على سبيل المثال من يختار تناول الخبز الأبيض والأرز والأطعمة المقلية والحلويات في أثناء وجبة السحور، يصبح عرضة للشعور بالغضب أثناء النهار.
يفسر «علام» ذلك بأن هناك مجموعة من الأطعمة لديها القدرة على الحفاظ على هدوء الشخص، وعلى الصعيد الآخر هناك أطعمة أخرى يمكن أن تجعل الشخص مفرط النشاط، ونتيجة لذلك يشعر فيما بعد بالضعف أو الاكتئاب.
تشمل الأطعمة التي تساعد على هدوء الشخص: الكربوهيدرات المعقدة، الحبوب، الشوفان، الأرز البني، والأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه، والخضروات الورقية التي تحبس المياه بالجسم وتحافظ على رطوبة الشخص طوال اليوم.
بتناول تلك الأطعمة يتسرب السكر والعناصر الغذائية الأخرى الموجودة بها داخل الدم ببطء ما يحافظ على استقرار الهرمونات والسكر في الدم، وعلى الرغم أن تلك الأطعمة لا تسبب أي تغيرات فورية في مستوى الطاقة، إلا أنها توفر للجسم طاقة مستقرة على مدار اليوم.
يقول «علام» إن أكثر المكونات التي يحتاجها المخ للقيام بوظائفه هو السكر، فإذا تناول الشخص أطعمة تسرب السكر بمعدل سريع داخل الجهاز الهضمي فيؤدي ذلك إلى اندفاع السكر فوريًا بالجسم، وتعد السرعة التي نشهد بها الارتفاع في مستوى السكر بالدم هي نفس السرعة التي يبدأ الشخص بها الشعور بالرغبة في تناول مزيد من السكريات، وتسبب تلك الدورة الشعور بفرط النشاط، الحماس، وبعد ذلك الاكتئاب والإحباط.
تشمل الأطعمة ذات نسب سكر عالية: المشروبات السكرية، الكربوهيدرات المكررة مثل الأرز الأبيض أو الأطعمة المصنعة مثل الكعك والبيتزا، وإذا شملت وجبة السحور أي من تلك الأطعمة، ستجلب للشخص أسوأ أنواع التقلبات المزاجية خلال ساعات الصيام، وتجعل كل خلية من خلايا الجسم تبحث عن المياه والطاقة بعد وقت الظهيرة ما يؤدي إلى تغير المزاج، والشعور بالغضب والإحباط نتيجة نقص الطاقة.
وتقول «ميتون دو ساركار»، إحدى أخصائيي التغذية بدبي، إن من يصوم دون أخذ التغذية في الاعتبار يعاني من الصداع النصفي، الحموضة، الجفاف، وتقلبات المزاج، وأن هناك أكثر من سبب ربما يكون وراء الأمر مثل:
– لا يستطيع الكثيرون الاستيقاظ لتناول وجبة السحور وتناول وجبة غذائية تدعمهم خلال فترة الصيام الطويلة.
– يتناول البعض بعد وجبة الإفطار أطعمة خاطئة مثل الأطعمة السكرية والمقلية بشكل كبير ما يؤدي إلى سوء الهضم والحموضة.
– الأشخاص الذين اعتادوا على تناول القهوة والشاي وغيرهم من المشروبات، يعانوا من أعراض انسحابهم أثناء الصيام، ما يسبب التهيج والارتباك والغضب.
ولذا تقول إن تلك المشكلات يجب أن تُعالج عن طريق اختيار الأطعمة الصحيحة بالوقت الصحيح لضمان صيام هادئ خلال شهر رمضان.
ما يجب أن تتجنبه أثناء وجبة السحور؟
يجب تجنب تناول الخبز الأبيض، الأطعمة المقلية، الأرز الأبيض، والحلويات، وتناول بدلًا من ذلك الأطعمة الغنية بالألياف، لتحفظ أكبر قدر ممكن من المياه بالجسم، ما يحافظ على رطوبة الشخص، ويسرب السكر ببطء وبالتالي يخزن الجسم الطاقة، ويشعر بالنشاط على مدار اليوم.
ما الخيارات الجيدة لطعام الإفطار والسحور؟
يُنصح بتناول الفواكه، الشوفان، قطع الجرانولا مع اللبن في أثناء وجبة السحور، ومن المهم بدء وجبة الإفطار بالتمر والمياه ما يعطي الجسم السكر والعناصر الغذائية اللازمة ثم تناول الطعام الغني بالبروتين، ويجب أن يشمل الطعام 65: 70% كربوهيدرات كثيفة، ونحو 20% بروتين، %10 يمكن أن تشمل الحلوى التي تريدها.