هل يُعاني طفلي بفرط حركة ADHD أم إنها مُجرد شقاوة ؟!
بقلم: الكاتبة الروائية سها العسكري
أحيانا كثيره تشعُر الأم بالإحراج بسبب شقاوة أطفالها. فشقاوة الأطفال في بداية أعمارهم شيء طبيعي وصحي جداً، يحاول الطفل من خلال الشقاوة اكتشاف بيئته وتنميه مهاراته. لكن عندما تزيد الشقاوة عن الحد الطبيعي، تُصاب الأم وقتها بالذُعر خوفاً من أن يكون طفلها مُصاب باضطراب فرط الحركة أو ما يسمى بالـ ADHD، خاصة أن سلوك الطفل يكون متقارباً في الحالتين. وهو ما يؤخر اكتشاف هذا الاضطراب في كثير من الأحيان.
متى يجب عزيزتي الأم الشعور بالقلق!
أكد استشاري الصحة النفسية أن العامل الرئيسي للتفريق بين الشقاوة الطبيعية واضطراب فرط الحركة هو (نقص الانتباه)، لذا فقد اقترن مصطلح اضطراب فرط الحركة بنقص الانتباه.
ما اضطراب فرط الحركة؟!
فرط الحركة هو اضطراب عصبي سلوكي، يأتي نتيجه خلل في النواقل العصبيه للمخ. وقد ينتج عن أسباب وراثية أو عضوية أو نفسية.
حسب الدراسات فإن فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD يؤثر في حوالي 1 من 20 طفلاً، ويتم تشخيص إصابة الأولاد باضطراب فرط الحركة ثلاثة أضعاف مقارنة بالفتيات.
الفرق بين الشقاوة وفرط الحركة
شقاوة الطفل هي حالة طبيعية، ويمكن التفرقة بينها وبين فرط الحركة من خلال ملاحظة سلوك الطفل: فالطفل الطبيعي يستطيع السيطره على تصرفاته أمام الغرباء، ويلتزم بتوجيهات الكبار، عكس طفل فرط الحركه فلا تمُر عليه دقيقة دون حركة، ولا يهتم بتوجيهات من حوله.
الطفل الطبيعي يخاف على نفسه، وعندما يُطلب منه شيئاً يُنفذه. أما طفل فرط الحركة لا يُقدر المخاطر وينسي ما طُلب منه. لكن عزيزتي الأم، إذا كان طفلك لديه شقاوة طبيعية، فيجب عليكِ أيضاً مُراعاه بعض الأمور: فقد أثبتت الدراسات أن الطفل الشقي لديه ذكاء عالي جداً، فكلما ارتفعت نسبة الحركة والنشاط الزايد، كلما زادت معدلات الذكاء لديه. فالطفل الشقي لا يحتاج إلى التقييد، لأن لديه طاقة يحتاج أن يُفرغها بشكل مناسب، ومن هنا يجب أن تنتبهي للطفل الشقي أثناء اللعب.
فاللعب عند الأطفال من هذا النوع يحتاج إلى اختيار ألعاب يقدر من خلالها بذل طاقته، مثل كرة القدم أو الكاراتية أو ألعاب الذكاء مثل منتسوري. أيضاً الطفل الشقي في حاجة إلى نظام غذائي خاص، خالي من المواد الحافظة والألوان الصناعية، مع التقليل من السكريات والشيكولاتة، لأنها تساعد على زيادة النشاط، ولا يحتاج إلى أخصائي نفسي أو استشاره، لأن الأمر سيزول تلقائياً كلما تقدم بالعمر.
أما بالنسبة لاضطراب فرط الحركة، فيلاحظ عند الأطفال من العام الأول، حيث يقل تركيز وانتباه الطفل مع زيادة ملحوظة الحركة، ومع التقدم في العمر يقل الذكاء، كما أن الطفل في بعض الأحيان يكون عدوانياً. ويكون لفرط الحركة ثلاث مستويات.
فرط حركة بسيط
فرط حركة عميق مع نقص الانتباه والتركيز
فرط حركة معقد مع تشتيت الانتباه المزدوج
ما هي أسباب الإصابة بفرط الحركة؟!
وفقا لموقع Patient فإن على الرغم من عدم وجود سبب رئيسي معروف لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD إلا أنه يُعتقد أن العديد من العوامل المختلفة قد تكون السبب في الإصابة مثل:
الوراثة:
إذا كان هناك فرد من العائله مُصاب بفرط حركة فيكون الطفل، وقتها أكثر عُرضه للإصابة.
مشاكل أثناء الولادة:
مثل صعوبة المخاض، التي قد تسبب نقص الأكسجين في الدماغ لدي الطفل خاصة إذا لم يتم دخوله الحضانة في خلال دقائق من ولادته. ويتعرض الأطفال ذوو الوزن المنخفض جداً عند الولاده لخطر متزايد للإصابة بفرط الحركة. أيضاً إذا كانت الأم مُدخنه أو تتناول العقاقير أثناء الحمل دون استشارة الطبيب، فهذا يزيد أيضاً من احتمالية إصابة الطفل.
طريقة تربية الطفل:
مثل الجلوس لساعات أمام التلفاز أو ممارسة الألعاب الإلكترونية بكثرة.
علاج فرط الحركة ونقص الانتباه
أكد المُختصون أن العلاج يكون أكثر فاعلية كلما كان الاكتشاف والتشخيص مُبكراً، وتقل الأعراض في العموم مع دخول مرحلة المراهقة، وتنتهي تلقائياً مع التقدم في العمر. يحتاج الطفل المُفرط إلى أدوية مُهدئة، وفي نفس الوقت تعمل على زيادة الانتباه.
والاعتماد أيضاً على العلاج السلوكي من خلال برامج مُعينه تُزيد من التركيز والانتباه وتساعده على قلة الحركة، وأيضاً جلسات نفسية مع تكليف الطفل ببعض المهام والجلوس بجانبه لإتمامها للنهاية.
وفي العموم عزيزتي الأم، يجب عليكِ أن تتحلي بالصبر والمثابرة، فالأمر بسيط، لكن يحتاج منكِ إلى التفريق لكي تسيري بخطوات صحيحة نحو العلاج
